responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 532


لما فرغ من ذكر المشركين والمنافقين ذكر الكفار من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ، لأنهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان ذلك كالكفر بجميع الرسل والكتب المنزلة ، والكفر بذلك كفر بالله ، وينبغي حمل قوله ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ) على أنه استلزم ذلك كفرهم ببعض الكتب والرسل لا أنهم كفروا بالله ورسله جميعا ، فإن أهل الكتاب لم يكفروا بالله ولا بجميع رسله ، لكنهم لما كفروا بالبعض كان ذلك كفر بالله وبجميع الرسل . ومعنى ( ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ) أنهم كفروا بالرسل بسبب كفرهم ببعضهم وآمنوا بالله ، فكان ذلك تفريقا بين الله وبين رسله ( ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ) هم اليهود آمنوا بموسى وكفروا بعيسى ومحمد ، وكذلك النصارى آمنوا بعيسى وكفروا بمحمد ( ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ) أي يتخذوا بين الإيمان والكفر دينا متوسطا بينهما ، فالإشارة بقوله ( ذلك ) إلى قوله نؤمن ونكفر ( أولئك هم الكافرون ) أي الكاملون في الكفر . وقوله ( حقا ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة : أي حق ذلك حقا ، أو هو صفه لمصدر الكافرين : أي كفرا حقا . قوله ( ولم يفرقوا بين أحد منهم ) بأن يقولوا نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، ودخول بين على أحد لكونه عاما في المفرد مذكرا ومؤنثا ومثناهما وجمعهما . وقد تقدم تحقيقه ، والإشارة بقوله ( أولئك ) إلى الذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية ، قال ( أولئك ) أعداء الله اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة وموسى وكفروا بالإنجيل وعيسى ، وآمنت النصارى بالإنجيل وعيسى وكفروا بالقرآن ومحمد ، اتخذوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستا من الله وتركوا الإسلام ، وهو دين الله الذي بعث به رسله . وأخرج ابن جرير عن السدى وابن جريج نحوه .

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست