responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 517


والجملتان صفة لشيطان : أي شيطانا مريدا جامعا بين لعنة الله له وبين هذا القول الشنيع . والنصيب المفروض : هو المقطوع المقدر : أي لأجعلن قطعة مقدرة من عباد الله تحت غوايتي وهو وفي جانب إضلالي حتى أخرجهم من عبادة الله إلى الكفر به . قوله ( ولأضلنهم ) اللام جواب قسم محذوف . والإضلال : الصرف عن طريق الهداية إلى طريق الغواية ، وهكذا اللام في قوله ( ولأمنينهم ولآمرنهم ) والمراد بالأماني التي يمنيهم بها الشيطان : هي الأماني الباطلة الناشئة عن تسويله ووسوسته . قوله ( ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ) أي ولآمرنهم بتبتك آذان الأنعام :
أي تقطيعها فليبتكنها بموجب أمري . والبتك : القطع ، ومنه سيف باتك ، يقال بتكه وبتكه مخففا ومشددا ، ومنه قول زهير : * طارت وفي كفه من ريشها بتك * أي قطع . وقد فعل الكفار ذلك امتثالا لأمر الشيطان واتباعا لرسمه ، فشقوا آذان البحائر والسوائب كما ذلك معروف . قوله ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) أي ولآمرنهم بتغيير خلق الله فليغيرنه بموجب أمري لهم . واختلف العلماء في هذا التغيير ما هو ؟ فقالت طائفة : هو الخصاء وفقء الأعين وقطع الآذان ، وقال آخرون : إن المراد بهذا التغيير هو أن الله سبحانه خلق الشمس والقمر والأحجار والنار ونحوها من المخلوقات لما خلقها له ، فغيره الكفار بأن جعلوها آلهة معبودة ، وبه قال الزجاج ، وقيل المراد بهذا التغيير تغيير الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، ولا مانع من حمل الآية على جميع هذه الأمور حملا شموليا أو بدليا .
وقد رخص طائفة من العلماء في خصاء البهائم إذا قصد بذلك زيادة الانتفاع به لسمن أو غيره ، وكره ذلك آخرون ، وأما خصاء بني آدم فحرام ، وقد كره قوم شراء الخصي . قال القرطبي : ولم يختلفوا أن خصاء بني آدم لا يحل ولا يجوز وأنه مثلة وتغيير لخلق الله وكذلك قطع سائر أعضائهم في غير حد ولا قود ، قاله أبو عمر ابن عبد البر ( ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله ) باتباعه وامتثال ما يأمر به من دون اتباع لما أمر الله به ولا امتثال له ( فقد خسر خسرانا مبينا ) أي واضحا ظاهرا ( يعدهم ) المواعيد الباطلة ( ويمينهم ) الأماني العاطلة ( وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) أي وما يعدهم الشيطان بما يوقعه في خواطرهم من الوساوس الفارغة ( إلا غرورا ) يغرهم به ويظهر لهم فيه النفع وهو ضرر محض ، وانتصاب غرورا على أنه نعت لمصدر محذوف : أي وعدا غرورا أو على أنه مفعول ثان أو مصدر على غير لفظه . قال ابن عرفة : الغرور ما رأيت له ظاهرا تحبه وله باطن مكروه ، وهذه الجملة اعتراضية . قوله ( أولئك ) إشارة إلى أولياء الشيطان وهذا مبتدأ وخبره الجملة وهي قوله ( مأواهم جهنم ) . قوله ( محيصا ) أي معدلا ، من حاص يحيص ، وقيل ملجأ ومخلصا ، والمحيص اسم مكان ، وقيل مصدر . قوله ( والذين آمنوا ) الخ ، جعل هذا الوعد للذين آمنوا مقترنا بالوعيد المتقدم للكافرين . قوله ( وعد الله حقا ) قال في الكشاف مصدران : الأول مؤكد لنفسه ، والثاني مؤكد لغيره ، ووجهه أن الأول مؤكد لمضمون الجملة الاسمية ومضمونها وعد ، والثاني مؤكد لغيره : أي حق ذلك حقا . قوله ( ومن أصدق من الله قيلا ) هذه الجملة مؤكدة لما قبلها ، والقيل مصدر قال كالقول : أي لا أجد أصدق قولا من الله عز وجل ، وقيل إن قيلا اسم لا مصدر ، وإنه منتصب على التمييز .
وقد أخرج الترمذي من حديث علي أنه قال : ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) قال الترمذي : حسن غريب . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك في قوله ( إن يدعون من دونه إلا إناثا ) قال : اللات والعزة ومناة كلها مؤنثة . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب في الآية قال : مع كل صنم جنية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ( إن يدعون من دونه إلا إناثا ) قال : موتي وأخرج مثله عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن . وأخرج مثله أيضا عبد بن حميد

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست