responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 495


الاستفهام في قوله ( ما لكم ) للإنكار ، واسم الاستفهام مبتدأ وما بعده خبره . والمعنى : أي شئ كائن لكم ( في المنافقين ) أي في أمرهم وشأنهم حال كونكم ( فئتين ) في ذلك . وحاصله الإنكار على المخاطبين أن يكون لهم شئ يوجب اختلافهم في شأن المنافقين . وقد اختلف النحويون في انتصاب فئتين ، فقال الأخفش والبصريون على الحال كقولك : مالك قائما . وقال الكوفيون انتصابه على أنه خبر لكان ، وهي مضمرة ، والتقدير : فما لكم في المنافقين كنتم فئتين . وسبب نزول الآية ما سيأتي وبه يتضح المعنى . وقوله ( والله أركسهم ) معناه ردهم إلى الكفر ( بما كسبوا ) وحكى الفراء والنضر بن شميل والكسائي أركسهم وركسهم : أي ردهم إلى الكفر ونكسهم فالركس والنكس : قلب الشئ على رأسه ، أو رد أوله إلى آخره ، والمنكوس المركوس ، وفي قراءة عبد الله بن مسعود وأبي ( والله ركسهم ) ومنه قول عبد الله بن رواحة :
اركسوا في فئة مظلمة * كسواد الليل يتلوها فتن والباء في قوله ( بما كسبوه ) سببية : أي أركسهم بسبب كسبهم ، وهو لحوقهم بدار الكفر ، والاستفهام في قوله ( أتريدون أن تهدوا من أضل الله ) للتقريع والتوبيخ ، وفيه دليل على أن من أضله الله لا تنجع فيه هداية البشر - إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء - . قوله ( ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) أي طريقا إلى الهداية .
قوله ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) هذا كلام مستأنف يتضمن بيان حال هؤلاء المنافقين وإيضاح أنهم يودون أن يكفر المؤمنون كما كفروا ويتمنوا ذلك عنادا وغلوا في الكفر وتماديا في الضلال ، فالكاف في قوله ( كما ) نعت مصدر محذوف : أي كفرا مثل كفرهم ، أو حال كما روى عن سيبويه . قوله ( فتكونون سواء ) عطف على قوله ( تكفرون ) داخل في حكمه : أي ودوا كفركم ككفرهم ، وودوا مساواتكم لهم . قوله ( فلا تتخذوا منهم أولياء ) جواب شرط محذوف : أي إذا كان حالهم ما ذكر فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يؤمنوا ويحققوا إيمانهم بالهجرة ( فإن تولوا ) عن ذلك ( فخذوهم ) إذا قدرتم عليهم ( واقتلوهم حيث وجدتموهم ) في الحل والحرم ( ولا تتخذوا منهم وليا ) توالونه ( ولا نصيرا ) تستنصرون به . قوله ( إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ) هو مستثنى من قوله ( فخذوهم واقتلوهم ) أي إلا الذين يتصلون ويدخلون في قوم بينكم وبينهم ميثاق بالجوار والحلف فلا تقتلوهم لما بينهم وبين من بينكم وبينهم عهد وميثاق فإن العهد يشملهم ، هذا أصح ما قيل في معنى الآية وقيل الاتصال هنا هو اتصال النسب . والمعنى : إلا الذين ينتسبون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق قاله أبو عبيدة

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست