responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 483


لفعل محذوف دل عليه الفعل المذكور ، والتقدير : ويريد الشيطان أن يضلهم فيضلون ضلالا . والصدود : اسم للمصدر ، وهو الصد عند الخليل ، وعند الكوفيين أنهما مصدران : أي يعرضون عنك إعراضا . قوله ( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ) بيان لعاقبة أمرهم وما صار إليه حالهم : أي كيف يكون حالهم ( إذا أصابتهم مصيبة ) أي وقت إصابتهم ، فإنهم يعجزون عند ذلك ولا يقدرون على الدفع . والمراد ( بما قدمت أيديهم ) ما فعلوه من المعاصي التي من جملتها التحاكم إلى الطاغوت ( ثم جاءوك ) يعتذرون عن فعلهم ، وهو عطف على ( أصابتهم ) وقوله ( يحلفون ) حال : أي جاءوك حال كونهم حالفين ( إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا ) أي ما أردنا بتحاكمنا إلى غيرك إلا الإحسان لا الإساءة ، والتوفيق بين الخصمين لا المخالفة لك . وقال ابن كيسان : معناه ما أردنا إلا عدلا وحقا مثل قوله - وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى - فكذبهم الله بقوله ( أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ) من النفاق والعداوة للحق . قال الزجاج : معناه قد علم الله أنهم منافقون ( فأعرض عنهم ) أي عن عقابهم ، وقيل عن قبول اعتذارهم ( وعظهم ) أي خوفهم من النفاق ( وقل لهم في أنفسهم ) أي في حق أنفسهم ، وقيل معناه : قل لهم خاليا بهم ليس معهم غيرهم ( قولا بليغا ) أي بالغا في وعظهم إلى المقصود مؤثرا فيهم ، وذلك بأن توعدهم بسفك دمائهم وسبي نسائهم وسلب أموالهم ( وما أرسلنا من رسول ) " من " زائدة للتوكيد ( إلا ليطاع ) فيما أمر به ونهى عنه ( بإذن الله ) بعلمه ، وقيل بتوفيقه ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ) بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك ( جاءوك ) متوسلين إليك منتصلين عن جناياتهم ومخالفتهم ( فاستغفروا الله ) لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم فاستغفرت لهم ، وإنما قال ( واستغفر لهم الرسول ) على طريقة الالتفات لقصد التفخيم لشأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( لوجدوا الله توابا رحيما ) أي كثير التوبة عليهم والرحمة لهم . قوله ( فلا وربك ) . قال ابن جرير : قوله ( فلا ) رد على ما تقدم ذكره ، تقديره فليس الأمر كما يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ، ثم استأنف القسم بقوله ( وربك لا يؤمنون ) وقيل إنه قدم " لا " على القسم اهتماما بالنفي ، وإظهارا لقوته ثم كرره بعد القسم تأكيدا ، وقيل لا مزيدة لتأكيد معنى القسم لا لتأكيد معنى النفي ، والتقدير : فوربك لا يؤمنون كما في قوله - فلا أقسم بمواقع النجوم - ( حتى يحكموك ) أي يجعلوك حكما بينهم في جميع أمورهم لا يحكمون أحدا غيرك ، وقيل معناه يتحاكمون إليك ، ولا ملجئ لذلك ( فيما شجر بينهم ) أي اختلف بينهم واختلط ، ومنه الشجر لاختلاف أغصانه ، ومنه قول طرفة :
وهم الحكام أرباب الهدى * وسعاة الناس في الأمر الشجر أي المختلف ، ومنه تشاجر الرماح : أي اختلافها ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ) قيل هو معطوف على مقدر ينساق إليه الكلام : أي فتقضي بينهم ثم لا يجدوا . والحرج : الضيق ، وقيل الشك ، ومنه قيل للشجر الملتف حرج وحرجة ، وجمعها حراج ، وقيل الحرج : الإثم ، أي لا يجدون في أنفسهم إثما بإنكارهم ما قضيت ( ويسلموا تسليما ) أي ينقادوا لأمرك وقضائك انقيادا لا يخالفونه في شئ . قال الزجاج ( تسليما ) مصدر مؤكد : أي ويسلمون لحكمك تسليما لا يدخلون على أنفسهم شكا ولا شبهة فيه . والظاهر أن هذا شامل لكل فرد في كل حكم كما يؤيد ذلك قوله ( وما أرسلنا من رسول الله إلا ليطاع بإذن الله ) فلا يختص بالمقصودين بقوله ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ) وهذا في حياته صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما بعد موته فتحكيم الكتاب والسنة ، وتحكيم الحاكم بما فيهما من الأئمة والقضاة إذا كان لا يحكم بالرأي المجرد مع وجود الدليل في الكتاب والسنة أو في أحدهما ، وكان يعقل ما يرد عليه من حجج الكتاب والسنة ، بأن يكون عالما باللغة العربية وما يتعلق بها من نحو وتصريف ومعاني وبيان

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست