responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 472


فقط ، وظاهر الأمر الوجوب ، وهو مجمع على ذلك . والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، وتفاصيل التيمم وصفاته مبينة في السنة المطهرة ومقالات أهل العلم مدونة في كتب الفقه ، قوله ( صعيدا ) الصعيد : وجه الأرض سواء كان عليه تراب أو لم يكن ، قاله الخليل وابن الأعرابي والزجاج . قال الزجاج : لا أعلم فيه خلافا بين أهل اللغة ، قال الله تعالى - وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا - أي أرضا غليظة لا تنبت شيئا ، وقال تعالى - فتصبح صعيدا زلقا - وقال ذو الرمة : كأنه بالضحى يرمي الصعيد به * ونابه في عظام الرأس خرطوم وإنما سمى صعيدا لأنه نهاية ما يصعد إليه من الأرض ، وجمع الصعيد صعدات .
وقد اختلف أهل العلم فيما يجزئ التيمم به ، فقال مالك وأبو حنيفة والثوري والطبري : إنه يجزئ بوجه الأرض كله ترابا كان أو رملا أو حجارة ، وحملوا قوله ( طيبا ) على الطاهر الذي ليس بنجس . وقال الشافعي وأحمد وأصحابهما : أنه لا يجزئ التيمم إلا بالتراب فقط ، واستدلوا بقوله تعالى ( صعيدا زلقا ) أي ترابا أملس طيبا ، وكذلك استدلوا بقوله ( طيبا ) قالوا : والطيب التراب الذي ينبت . وقد تنوزع في معنى الطيب ، فقيل الطاهر كما تقدم ، وقيل المنبت كما هنا ، وقيل الحلال . والمحتمل لا تقوم به حجة ولو لم يوجد في الشئ الذي يتيمم به إلا ما في الكتاب العزيز ، لكان الحق ما قاله الأولون ، لكن ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " فضلنا الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء " وفي لفظ " وجعل ترابها لنا طهورا " فهذا مبين لمعنى الصعيد المذكور في الآية ، أو مخصص لعمومه ، أو مقيد لإطلاقه ، ويؤيد هذا ما حكاه ابن فارس عن كتاب الخليل : تيمم بالصعيد : أي أخذ من غباره انتهى ، والحجر الصلد لا غبار له . قوله ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) هذا المسح مطلق يتناول المسح بضربة أو بضربتين ، ويتناول المسح إلى المرفقين أو إلى الرسغين ، وقد بينته السنة بيانا شافيا ، وقد جمعنا بين ما ورد في المسح بضربة وبضربتين وما ورد في المسح إلى الرسغ وإلى المرفقين في شرحنا للمنتقي وغيره من مؤلفاتنا بما لا يحتاج الناظر فيه إلى غيره . قوله ( إن الله كان عفوا غفورا ) أي عفا عنكم وغفر لكم تقصيركم ورحمكم بالترخيص لكم والتوسعة عليكم .
وقد أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه ، والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، والضياء في المختارة عن علي بن أبي طالب قال : صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما ، فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا ، وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون ، فأنزل الله ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه : أن الذي صلى بهم عبد الرحمن . وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال :
نزلت في أبي بكر وعمر وعلي وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، صنع لهم طعاما وشرابا فأكلوا وشربوا ، ثم صلى بهم المغرب فقرأ - يا أيها الكافرون - حتى ختمها فقال : ليس لي دين وليس لكم دين ، فنزلت . وأخرج عبد ابن حميد وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه عن ابن عباس في هذه الآية قال : نسختها - أنما الخمر والميسر - الآية .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : لم يعن بها الخمر إنما عنى بها سكر النوم . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ( وأنتم سكارى ) قال : النعاس . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن علي . قوله ( ولا جنبا إلا عابري سبيل ) قال : نزلت في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي . وفي لفظ قال : لا يقرب الصلاة إلا أن يكون

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست