responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 452


قال " يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن ، فإن أمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زنت فأمرني أن أجلدها " الحديث . وأما ما أخرجه سعيد بن منصور وابن خزيمة والبيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ليس على الأمة حد حتى تحصن بزوج ، فإذا أحصنت بزوج فعليها نصف ما على المحصنات من العذاب " فقد قال ابن خزيمة والبيهقي : إن رفعه خطأ ، والصواب وقفه قوله ( فإن أتين بفاحشة ) الفاحشة هنا الزنا ( فعليهن نصف ما على المحصنات ) أي الحرائر الأبكار ، لأن الثيب عليها الرجم وهو لا يتبعض ، وقيل المراد بالمحصنات هنا المزوجات ، لأن عليهن الجلد والرجم ، والرجم لا يتبعض ، فصار عليهن نصف ما عليهن من الجلد . والمراد بالعذاب هنا الجلد ، وإنما نقص جد الإماء عن حد الحرائر لأنهن أضعف ، وقيل لأنهن لا يصلن إلى مرادهن كما تصل الحرائر ، وقيل لأن العقوبة تجب على قدر النعمة كما في قوله تعالى - يضاعف لها العذاب ضعفين - ولم يذكر الله سبحانه في هذه الآية العبيد وهم لاحقون بالإيماء بطريق القياس ، وكما يكون على الإماء والعبيد نصف الحد في الزنا ، كذلك يكون عليهم نصف الحد في القذف والشرب ، والإشارة بقوله ( ذلك لمن خشي العنت منكم ) إلى نكاح الإماء . والعنت :
الوقوع في الإثم ، وأصله في اللغة انكسار العظم بعد الجبر ، ثم استعير لكل مشقة ( وأن تصبروا ) عن نكاح الإماء ( خير لكم ) من نكاحهن : أي صبركم خير لكم لأن نكاحهن يفضي إلى إرقاق الولد والغض من النفس . قوله ( يريد الله ليبين لكم ) اللام هنا هي لام كي التي تعاقب " أن " . قال الفراء : العرب تعاقب بين لام كي وأن ، فتأتي باللام التي على معنى كي في موضع أن في أردت وأمرت ، فيقولون أردت أن تفعل وأردت لتفعل ، ومنه - يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم - وأمرت لأعدل بينكم - وأمرنا لنسلم لرب العالمين - ومنه :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل وحكى الزجاج هذا القول وقال : لو كانت اللام بمعنى أن لدخلت عليها لام أخرى كما تقول : جئت كي تكرمني ، ثم تقول : جئت لكي تكرمني ، وأنشد :
أردت لكيما يعلم الناس أنها * سراويل قيس والوفود شهود وقيل اللام زائدة لتأكيد معنى الاستقبال ، أو لتأكيد إرادة التبيين ، ومفعول يبين محذوف : أي ليبين لكم ما خفى عليكم من الخير ، وقيل مفعول يريد محذوف : أي يريد الله هذا ليبين لكم ، وبه قال البصريون وهو مروي عن سيبويه ، وقيل اللام بنفسها ناصبة للفعل من غير إضمار أن ، وهي وما بعدها مفعول للفعل المتقدم ، وهو مثل قول الفراء السابق ، وقال بعض البصريين : إن قوله ( يريد ) مؤول بالمصدر مرفوع بالابتداء مثل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه . ومعنى الآية : يريد الله ليبين لكم مصالح دينكم وما يحل لكم وما يحرم عليكم ( ويهديكم سنن الذين من قبلكم ) أي طرقهم ، وهم الأنبياء وأتباعهم لتقتدوا بهم ( ويتوب عليكم ) أي ويريد أن يتوب عليكم فتوبوا إليه وتلاقوا ما فرط منكم بالتوبة يغفر لكم ذنوبكم ( والله يريد أن يتوب عليكم ) هذا تأكيد لما قد فهم من قوله ( ويتوب عليكم ) المتقدم ، وقيل الأول معناه للإرشاد إلى الطاعات : والثاني فعل أسبابها ، وقيل إن الثاني لبيان كمال منفعة إرادته سبحانه وكمال ضرر ما يريده الذين يتبعون الشهوات ، وليس المراد به مجرد إرادة التوبة حتى يكون من باب التكرير للتأكيد ، قيل هذه الإرادة منه سبحانه في جميع أحكام الشرع ، وقيل في نكاح الأمة فقط .
واختلف في تعيين المتبعين للشهوات ، فقيل هم الزناة ، وقيل اليهود والنصارى ، وقيل اليهود خاصة ،

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست