responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 415


صابروا الأنفس عن شهواتها ، وقيل صابروا الوعد الذي وعدتم ولا تيأسوا ، والقول الأول هو المعنى العربي ، ومنه قول عنترة :
فلم أر حيا صابروا مثل صبرنا * ولا كافحوا مثل الذين نكافح أي صابروا العدو في الحرب . قوله ( ورابطوا ) أي أقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها كما يربطها أعداؤكم وهذا قول جمهور المفسرين . وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : هذه الآية في انتظار الصلاة بعد الصلاة ، ولم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزو يرابط فيه ، وسيأتي ذكر من خرج عنه هذا ، والرباط اللغوي هو الأول ، ولا ينافيه تسميته صلى الله عليه وآله وسلم لغيره رباطا كما سيأتي . ويمكن إطلاق الرباط على المعنى الأول ، وعلى انتظار الصلاة . قال الخليل : الرباط ملازمة الثغور ومواظبة الصلاة هكذا قال ، وهو من أئمة اللغة . وحكى ابن فارس عن الشيباني أنه قال : يقال ماء مترابط دائم لا يبرح ، وهو يقتضي تعدية الرباط إلى غير ارتباط الخيل في الثغور . قوله ( واتقوا الله ) فلا تخالفوا ما شرعه لكم ( لعلكم تفلحون ) أي تكونون من جملة الفائزين بكل مطلوب ، وهم المفلحون .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا ) تقلب ليلهم ونهارهم وما يجري عليهم من النعم ، قال عكرمة : قال ابن عباس وبئس المهاد : أي بئس المنزل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله ( تقلبهم في البلاد ) قال ضربهم في البلاد . وأخرج عبد ابن حميد والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله ( وما عند الله خير للأبرار ) قال إنما سماهم الله أبرارا لأنهم بروا الآباء والأبناء ، كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا . وأخرجه ابن مردويه عنه مرفوعا ، والأول أصح قال السيوطي . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ( خير للأبرار ) لمن يطيع الله . وأخرج النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس قال : لما مات النجاشي قال صلى الله عليه وآله وسلم : صلوا عليه قالوا يا رسول الله نصلي على عبد حبشي ؟ فأنزل الله ( وإن من أهل الكتاب ) الآية . وأخرج ابن جرير عن جابر مرفوعا أن المنافقين قالوا : انظروا إلى هذا يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي على علج نصراني ، فنزلت . وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير أنها نزلت في النجاشي . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال :
هم مسلمة أهل الكتاب من اليهود والنصارى . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد والذين اتبعوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم . وأخرج ابن المبارك وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ما قدمنا ذكره . وأخرج ابن مردويه عنه عن أبي هريرة قال : أما إنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزو يرابطون فيه ، ولكنها نزلت في قوم يعمرون لمساجد يصلون الصلوات في مواقيتها ثم يذكرون الله فيها . وقد ثبت في الصحيح وغيره من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطأ إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : اصبروا على دينكم وصابروا ، الوعد الذي وعدتكم ورابطوا عدوى وعدوكم . وقد روى من تفاسير السلف غير هذا في سر الصبر على نوع من أنواع الطاعات والمصابرة على نوع آخر ، ولا تقوم بذلك حجة ، فالواجب الرجوع إلى المدلول اللغوي وقد قدمناه .
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الرباط وفيها التصريح بأنه الرباط في سبيل الله ، وهو يرد ما قاله أبو سلمة بن

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست