responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 41


أبيض اللون رقيق طعمه * طيب الريق إذا الريق خدع وقيل : أصله الإخفاء ، ومنه مخدع البيت الذي يحرز فيه الشئ ، حكاه ابن فارس وغيره . والمراد من مخادعتهم لله أنهم صنعوا معه صنع المخادعين ، وإن كان العالم الذي لا يخفى عليه شئ لا يخدع . وصيغة فاعل تفيد الاشتراك في أصل الفعل ، فكونهم يخادعون الله والذين آمنوا يفيد أن الله سبحانه والذين آمنوا يخادعونهم . والمراد بالمخادعة من الله :
أنه لما أجرى عليهم أحكام الإسلام مع أنهم ليسوا منه في شئ ، فكأنه خادعهم بذلك كما خادعوه بإظهار الإسلام وإبطال الكفر مشاكلة لما وقع منهم بما وقع منه . والمراد بمخادعة المؤمنين لهم : هو أنهم أجروا عليهم ما أمرهم الله به من أحكام الإسلام ظاهرا وإن كانوا يعلمون فساد بواطنهم ، كما أن المنافقين خادعوهم بإظهار الإسلام وإبطان الكفر . والمراد بقوله تعالى ( وما يخدعون إلا أنفسهم ) الإشعار بأنهم لما خادعوا من لا يخدع كانوا مخادعين لأنفسهم ، لأن الخداع إنما يكون مع من لا يعرف البواطن . وأما من عرف البواطن فمن دخل معه في الخداع فإنما يخدع نفسه وما يشعر بذلك ، ومن هذا قول من قال : من خادعته فانخدع لك فقد خدعك . وقد قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو " يخادعون " في الموضعين ، وقرأ حمزة وعاصم والكسائي وابن عامر في الثاني " يخدعون " . والمراد بمخادعتهم أنفسهم . أنه يمنونها الأماني الباطلة وهي كذلك تمنيهم . قال أهل اللغة : شعرت بالشيء فطنت . قال في الكشاف : والشعور علم الشئ علم حس ، من الشعار - ومشاعر الإنسان : حواسه . والمعنى : أن لحوق ضرر ذلك لهم كالمحسوس ، وهم لتمادي غفلتهم كالذي لا حس له . والمراد بالأنفس هنا ذواتهم لا سائر المعاني التي تدخل في مسمى النفس كالروح والدم والقلب . وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنهم المنافقون من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود أنه قال : والمراد بهذه الآية المنافقون . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة مثله . وأخرج ابن المنذر عن ابن سيرين قال : لم يكن عندهم شئ أخوف من هذه الآية ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) . وأخرج ابن سعد عن حذيفة أنه قيل له : ما النفاق ؟ قال : أن يتكلم بالإسلام ولا يعمل به . وأخرج أحمد بن منيع في مسنده بسند ضعيف عن رجل من الصحابة " أن قائلا من المسلمين قال : يا رسول الله ما النجاة غدا ؟ قال : لا تخادع الله قال : وكيف نخادع الله ؟ قال : أن تعمل بما أمرك الله به تريد به غيره ، فاتقوا الرياء فإنه الشرك بالله ، فإن المرائي ينادى يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء : يا كافر يا فاجر يا خاسر يا غادر ، ضل عملك وبطل أجرك فلا خلاق لك اليوم عند الله ، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع ، وقرأ آيات من القرآن - فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا - الآية ، و - إن المنافقين يخادعون الله - الآية " . وأخرج ابن جرير عن ابن وهب قال :
سألت ابن زيد عن قوله ( يخادعون الله والذين آمنوا ) قال : هؤلاء المنافقون يخادعون الله ورسوله ، والذين آمنوا أنهم مؤمنون بما أظهروه . وعن قوله ( وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) أنهم ضروا أنفسهم بما أضمروا من الكفر والنفاق . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله ( يخادعون الله ) قال : يظهرون لا إله إلا الله يريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم وفي أنفسهم غير ذلك .
المرض : كل ما يخرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصير في أمر ، قاله ابن فارس .
وقيل : هو الألم ، فيكون على هذا مستعارا للفساد الذي في عقائدهم إما شكا ونفاقا ، أو جحدا وتكذيبا ، وتقديم

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست