أسلم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام ، قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم : ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا ، ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فأنزل الله ( ليسوا سواء ) الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه ( أمة قائمة ) يقول : مهتدية قائمة على أمر الله لم تنزع عنه ولم تتركه كما تركه الآخرون وضيعوه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم قال ( أمة قائمة ) عادلة . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( آناء الليل ) قال : جوف الليل . وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : ساعات الليل . وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله ( ليسوا سواء ) قال : لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد ( يتلون آيات الله آناء الليل ) قال : صلاة العتمة هم يصلونها ، ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصلونها . وأخرج أحمد والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني . قال السيوطي بسند حسن عن ابن مسعود قال " أخر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العشاء ليلة ، ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة ، فقال : أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم " ولفظ ابن جرير والطبراني فقال : إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب . قال وأنزلت هذه الآية ( ليس سواء ) . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن منصور قال : بلغني أنها نزلت هذه الآية ( يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) فيما بين المغرب والعشاء وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ( فلن تكفروه ) قال : لن يضل عنكم . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ( فلن تكفروه ) قال : لن تظلموه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول ( مثل ما ينفقون ) أي المشركون ، ولا يتقبل منهم كمثل هذا الزرع إذا زرعه القوم الظالمون فأصابه ريح فيها صر فأهلكته فكذلك أنفقوا فأهلكهم شركهم . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ( فيها صر ) قال : برد شديد .
البطانة مصدر يسمى به الواحد والجمع ، وبطانة الرجل : خاصته الذين يستنبطون أمره ، وأصله البطن الذي هو خلاف الظهر ، وبطن فلان بفلان يبطن بطونا وبطانة : إذا كان خاصا به ، ومنه قول الشاعر :
وهم خلصائي كلهم وبطانتي * وهم عيبتي من دون كل قريب قوله ( من دونكم ) أي من سواكم قاله الفراء : أي من دون المسلمين وهم الكفار : أي بطانة كائنة من