responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 373


عليه وآله وسلم يقول في الآية : إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها . وروى من حديث معاذ وأبي سعيد نحوه . وقد وردت أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما أنه يدخل من هذه الأمة الجنة سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب ، وهذا من فوائد كونها خير الأمم . وأخرج ابن جرير عن الحسن ( لن يضروكم إلا أذى ) قال :
تسمعون منهم كذبا على الله يدعونكم إلى الضلالة . وأخرج أيضا عن ابن جريج قال : إشراكهم في عزير وعيسى والصليب . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة ( ضربت عليهم الذلة ) قالا : يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون . وروى ابن المنذر عن الضحاك نحوه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) قال : بعهد من الله وعهد من الناس .
قوله ( ليسوا سواء ) أي أهل الكتاب غير مستوين بل مختلفين ، والجملة مستأنفة سبقت لبيان التفاوت بين بين أهل الكتاب . وقوله ( أمة قائمة ) هو استئناف أيضا يتضمن بيان لجهة التي تفاوتوا فيها من كون بعضهم أمة قائمة إلى قوله ( من الصالحين ) قال الأخفش : التقدير من أهل الكتاب ذو أمة ، أي ذو طريقة حسنة وأنشد :
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع * وقيل في الكلام حذف ، والتقدير : من أهل الكتاب أمة قائمة وأخرى غير قائمة ، فترك الأخرى اكتفاء بالأولى ، كقول أبي ذؤيب :
عصيت إليها القلب إني لأمرها * مطيع فما أدري أرشد طلابها ؟
أراد أرشد أم غي . قال الفراء : أمة رفع بسواء ، والتقدير : ليس يستوي أمة من أهل الكتاب قائمة يتلون آيات الله وأمة كافرة . قال النحاس : وهذا القول خطأ من جهات : أحدها أنه يرفع أمة بسواء فلا يعود على اسم ليس شئ ، ويرفع بما ليس جاريا على الفعل ، ويضمر ما لا يحتاج إليه لأنه قد تقدم ذكر الكافرة ، فليس لإضمار هذا وجه . وقال أبو عبيدة : هذا مثل قولهم أكلوني البراغيث ، وذهبوا أصحابك . قال النحاس : وهذا غلط ، لأنه قد تقدم ذكرهم ، وأكلوني البراغيث لم يتقدم لهم ذكر انتهى .
وعندي أن ما قاله الفراء قوي قويم ، وحاصله أن معنى الآية : لا يستوي أمة من أهل الكتاب شأنها كذا وأمة أخرى شأنها كذا ، وليس تقدير هذا المحذوف من باب تقدير ما لا حاجة إليه كما قال النحاس : فإن تقدم ذكر الكافرة لا يفيد مفاد تقدير ذكرها هنا ، وأما قوله إنه لا يعود على اسم ليس شئ ، فيرده أن تقدير العائد شائع

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست