responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 351


الطائفة من أهل الكتاب هم يهود بني النضير وقريظة وبني قينقاع حين دعوا جماعة من المسلمين إلى دينهم وسيأتي وقيل هم جميع أهل الكتاب ، فتكون من لبيان الجنس . وقوله ( وما يضلون إلا أنفسهم ) جملة حالية للدلالة على ثبوت قدم المؤمنين في الإيمان ، فلا يعود وبال من أراد فتنتهم إلا عليه . والمراد بآيات الله ما في كتبهم من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( وأنتم تشهدون ) ما في كتبكم في ذلك ، أو تشهدون بمثلها من آيات الأنبياء الذين تقرون بنبوتهم ، أو المراد كتم كل الآيات عنادا وأنتم تعلمون أنها حق . ولبس الحق بالباطل خلطه بما يتعمدونه من التحريف ( وأنتم تعلمون ) جملة حالية . قوله ( وقالت طائفة من أهل الكتاب ) هم رؤساؤهم وأشرافهم ، قالوا للسفلة من قومهم هذه المقالة . ووجه النهار : أوله ، وسمي وجها لأنه أحسنه قال :
وتضئ في وجه النهار منيرة * كجمانة البحري سل نظامها وهو منصوب على الظرف ، أمروهم بذلك لإدخال الشك على المؤمنين ، لكونهم يعتقدون أن أهل الكتاب لديهم علم ، فإذا كفروا بعد الإيمان وقع الريب لغيرهم واعتراه الشك وهم لا يعلمون أن الله قد ثبت قلوب المؤمنين ومكن أقدامهم ، فلا تزلزلهم أراجيف أعداء الله ، ولا تحركهم ريح المعاندين . قوله ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ) هذا من كلام اليهود بعضهم لبعض : أي قال ذلك الرؤساء للسفلة لا تصدقوا تصديقا صحيحا إلا لمن تبع دينكم من أهل الملة التي أنتم عليها ، وأما غيرهم ممن قد أسلم فأظهروا لهم ذلك خداعا ( وجه النهار واكفروا آخره ) ليفتتنوا ، ويكون قوله ( أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ) على هذا متعلقا بمحذوف : أي فعلتم ذلك لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم :
يعني أن ما بكم من الحسد والبغي أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم من فضل العلم والكتاب دعاكم إلى أن قلتم ما قلتم .
وقوله ( أو يحاجوكم ) معطوف على أن يؤتى : أي لا تؤمنوا إيمانا صحيحا وتقروا بما في صدوركم إقرارا صادقا لغير من تبع دينكم ، فعلتم ذلك ودبرتموه أن المسلمين يحاجوكم يوم القيامة عند الله بالحق . وقوله ( إن الهدى هدى الله ) جملة اعتراضية . وقال الأخفش : المعنى ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، ولا تصدقوا أن يحاجوكم ، فذهب إلى أنه معطوف ، وقيل المراد لا تؤمنوا وجه النهار وتكفروا آخره إلا لمن تبع دينكم : أي لمن دخل في الإسلام وكان من أهل دينكم قبل إسلامه ، لأن إسلام من كان منهم هو الذي قتلهم غيظا وأماتهم حسرة وأسفا ، ويكون قوله ( أن يؤتى ) على هذا متعلقا محذوف كالأول ، وقيل إن قوله ( أن يؤتى ) متعلق بقوله ( لا تؤمنوا ) أي لا تظهروا إيمانكم ب‌ ( أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ) أي أسروا تصديقكم بأن المسلمين قد أوتوا من كتب الله مثل ما أوتيتم ، ولا تفشوه إلا لأتباع دينكم ، وقيل المعنى : ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، بالمد على الاستفهام تأكيدا للإنكار الذي قالوه أنه لا يؤتى أحد مثل ما أوتوه ، فتكون على هذا أن وما بعدها في محل رفع على الابتداء ، والخبر محذوف تقديره تصدقون بذلك ، ويجوز أن تكون في محل نصب على إضمار فعل تقديره تقرون أن يؤتى . وقد قرأ " آن يؤتى " بالمد ابن كثير وابن محيصن وحميد . وقال الخليل : أن في موضع خفض والخافض محذوف . وقال ابن جريج : المعنى ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم كراهية أن يؤتى ، وقيل المعنى : لا تخبروا بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا من تبع دينكم ، لئلا يكون ذلك سببا لإيمان غيرهم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم . وقال الفراء : يجوز أن يكون قد انقطع كلام اليهود عند قوله ( إلا لمن تبع دينكم ) ثم قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ( قل إن الهدى هدى الله ) أي إن البيان الحق بيان الله أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم على تقدير لا كقوله تعالى - يبين الله لكم أن تضلوا - أي لئلا تضلوا ، و " أو " في قوله ( أو يحاجوكم ) بمعنى حتى ، وكذلك قال الكسائي ، وهي عند الأخفش عاطفة كما

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست