responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 318


مزيد الثواب للمستخرجين للحق وهم الأئمة المجتهدون ، وقد ذكر الزمخشري والرازي وغيرهما وجوها هذا أحسنها وبقيتها لا تستحق الذكر ها هنا . قوله ( كل من عند ربنا ) فيه ضمير مقدر عائد على قسمي المحكم والمتشابه : أي كله ، أو المحذوف غير ضمير : أي كل واحد منهما وهذا من تمام المقول المذكور قبله . وقوله ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) أي العقول الخالصة : وهم الراسخون في العلم ، الواقفون عند متشابهه ، العالمون بمحكمه العاملون بما أرشدهم الله إليه في هذه الآية . وقوله ( ربنا لا تزغ ) الخ من تمام ما يقوله الراسخون : أي يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، ويقولون ( ربنا لا تزغ قلوبنا ) قال ابن كيسان : سألوا ألا يزيغوا فتزيغ قلوبهم نحو قوله تعالى - فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم - كأنهم لما سمعوا قوله سبحانه ( وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ) قالوا ( ربنا لا تزغ قلوبنا ) باتباع المتشابه ( بعد إذ هديتنا ) إلى الحق بما أذنت لنا من العمل بالآيات المحكمات والظرف وهو قوله " بعد " منتصب بقوله : لا تزغ . قوله ( وهب لنا من لدنك رحمة ) أي كائنة من عندك ، ومن لابتداء الغاية ولدن بفتح اللام وضم الدال وسكون النون ، وفيه لغات أخر هذه أفصحها وهو ظرف مكان وقد يضاف إلى الزمان ، وتنكير رحمة للتعظيم أي رحمة عظيمة واسعة وقوله ( إنك أنت الوهاب ) تعليل للسؤال أو لإعطاء المسؤول . وقوله ( ربنا إنك جامع الناس ) أي باعثهم ومحييهم بعد تفرقهم ( ليوم ) هو يوم القيامة أي لحساب يوم أو لجزاء يوم على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامة . قوله ( لا ريب فيه ) أي في وقوعه ووقوع ما فيه من الحساب والجزاء ، وقد تقدم تفسير الريب ، وجملة قوله ( إن الله لا يخلف الميعاد ) للتعليل لمضمون ما قبلها :
أي أن الوفاء بالوعد شأن الإله سبحانه وخلفه يخالف الألوهية كما أنها تنافيه وتباينه .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما نؤمن به ونعمل به والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخره ، وأمثاله وأقسامه وما نؤمن به ولا نعمل به . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال في قوله ( منه آيات محكمات ) قال : الثلاث آيات من آخر سورة الأنعام محكمات - قل تعالوا - والآيتان بعدها . وفي رواية عنه أخرجها عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله ( آيات محكمات ) قال : من هنا - قل تعالوا - إلى ثلاث آيات ، ومن هنا - وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه - إلى ثلاث آيات بعدها . وأقول : رحم الله ابن عباس ما أقل جدوى هذا الكلام المنقول عنه . فإن تعيين ثلاث آيات أو عشر أو مائة من جميع آيات القرآن ووصفها بأنها محكمة ليس تحته من الفائدة شئ ، فالمحكمات هي أكثر القرآن على جميع الأقوال حتى على قوله المنقول عنه قريبا من أن المحكمات ناسخه وحلاله الخ ، فما معنى تعيين تلك الآيات من آخر سورة الأنعام . وأخرج عبد بن حميد عنه قال : المحكمات : الحلال والحرام ، وللسلف أقوال كثيرة هي راجعة إلى ما قدمنا في أول هذا البحث . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) يعني أهل الشك ، فيحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم ، ويلبسون فلبس الله عليهم ( وما يعلم تأويله إلا الله ) قال : تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلا الله . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود ( زيغ ) قال : شك . وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت " تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( هو الذي أنزل عليك الكتاب ) إلى قوله ( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) إلى قوله ( أولوا الألباب ) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عني فاحذروهم " . وفي لفظ " فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذي سماهم الله فاحذروهم " هذا لفظ البخاري ولفظ ابن جرير وغيره " فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين يجادلون فيه فهم الذين عني الله فلا

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست