responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 292


عليه وآله وسلم " لا نذر في معصية الله " وقوله " من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه " وقوله " النذر ما ابتغى به وجه الله " وثبت عنه في كفارة النذر ما هو معروف . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي ) الآية ، قال : فجعل السر في التطوع يفضل علانيتها سبعين ضعفا ، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا . وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( إن تبدوا الصدقات ) الآية ، قال : كان هذا يعمل قبل أن تنزل براءة ، فلما نزلت براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها انتهت الصدقات إليها .
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ( إن تبدوا الصدقات ) الآية ، قال : هذا منسوخ . وقوله - وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم - قال : منسوخ ، نسخ كل صدقة في القرآن الآية التي في سورة التوبة - إنما الصدقات للفقراء - وقد ورد في فضل صدقة السر أحاديث صحيحة مرفوعة .
قوله ( ليس عليك هداهم ) أي ليس بواجب عليك أن تجعلهم مهديين قابلين لما أمروا به ونهوا عنه ( ولكن الله يهدي من يشاء ) هداية توصله إلى المطلوب ، وهذه الجملة معترضة وفيها الالتفات ، وسيأتي بيان السبب الذي نزلت لأجله ، والمراد بقوله ( من خير ) كل ما يصدق عليه اسم الخير كائنا ما كان ، وهو متعلق بمحذوف : أي أي شئ تنفقون كائنا من خير ، ثم بين أن النفقة المعتد بها المقبولة إنما هي ما كان ابتغاء وجه الله سبحانه : أي لابتغاء وجه الله . وقوله ( يوف إليكم ) أي أجره وثوابه على الوجه الذي تقدم ذكره من التضعيف . قوله ( للفقراء ) متعلق بقوله ( وما تنفقوا من خير ) أو بمحذوف : أي اجعلوا ذلك للفقراء أو خبر مبتدأ محذوف : أي إنفاقكم للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله بالغزو أو الجهاد ، وقيل منعوا عن التكسب لما هم فيه من الضعف ( الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض ) للتكسب بالتجارة والزراعة ، ونحو ذلك بسبب ضعفهم ، قيل هم فقراء الصفة ، وقيل كل من يتصف بالفقر وما ذكر معه . ثم ذكر سبحانه من أحوال أولئك الفقراء ما يوجب الحنو عليهم والشفقة بهم ، وهو كونهم متعففين عن المسئلة وإطهار المسكنة بحيث يظنهم الجاهل بهم أغنياء . والتعفف تفعل وهو بناء مبالغة من عف عن الشئ : إذا أمسك عنه وتنزه عن طلبه ، وفي " يحسبهم " لغتان : فتح السين ، وكسرها .
قال أبو علي الفارسي : والفتح أقيس ، لأن العين من الماضي مكسورة ، فبابها أن تأتي في المضارع مفتوحة .
فالقراءة بالكسر على هذا حسنة وإن كانت شاذة . و " من " في قوله " من التعفف " لابتداء الغاية ، وقيل لبيان

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست