responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 278


إذا انقطع وسكت متحيرا . قال ابن جرير : وحكى عن بعض العرب في هذا المعنى بهت بفتح الباء والهاء . قال ابن جني : قرأ أبو حيوة فبهت بفتح الباء وضم الهاء ، وهي لغة في بهت بكسر الهاء ، قال : وقرأ ابن السميفع فبهت بفتح الباء والهاء على معنى فبهت إبراهيم الذي كفر ، فالذي في موضع نصب ، قال : وقد يجوز أن يكون بهت بفتحهما لغة في بهت . وحكى أبو الحسن الأخفش قراءة " فبهت " بكسر الهاء ، قال : والأكثر بالفتح في الهاء .
قال ابن عطية : وقد تأول قوم في قراءة من قرأ فبهت بفتحهما أنه بمعنى سب وقذف ، وأن النمروذ هو الذي سب حين انقطع ولم يكن له حيلة انتهى . وقال سبحانه ( فبهت الذي كفر ) ولم يقل فبهت الذي حاج ، إشعارا بأن تلك المحاجة كفر . وقوله ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) تذييل مقرر لمضمون الجملة التي قبله .
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أن الذي حاج إبراهيم في ربه هو نمروذ بن كنعان . وأخرجه ابن جرير عن مجاهد وقتادة والربيع والسدي . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن زيد بن أسلم : أن أول جبار كان في الأرض نمروذ ، وكان الناس يخرجون يمتارون من عنده الطعام ، فخرج إبراهيم عليه السلام يمتار مع من يمتار ، فإذا مر به ناس قال : من ربكم ؟ قالوا : أنت ، حتى مر به إبراهيم ، فقال : من ربك ؟ قال : الذي يحيى ويميت ، قال : أنا أحيي وأميت ، قال : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ، فبهت الذي كفر ، فرده بغير طعام . فرجع إبراهيم إلى أهله فمر على كثيب من رمل أصفر فقال : ألا آخذ من هذا فآتي به أهلي ، فتطيب أنفسهم حين أدخل عليهم ، فأخذ منه فأتى أهله فوضع متاعه ثم نام ، فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته فإذا هي بأجود طعام رآه آخذ ، فصنعت له منه فقربته إليه ، وكان عهده بأهله أنه ليس عندهم طعام ، فقال : من أين هذا ؟ قالت : من الطعام الذي جئت به ، فعرف أن الله رزقه فحمد الله . ثم بعث الله إلى الجبار ملكا أن آمن وأتركك على ملكك . قال : فهل رب غيري ؟ فجاءه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ، ثم أتاه الثالثة فأبى عليه ، فقال له الملك : فاجمع جموعك إلى ثلاثة أيام ، فجمع الجبار جموعه فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض وطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها ، فبعثها الله عليهم فأكلت شحومهم وشربت دماءهم فلم يبق إلا العظام ، والملك كما هو لا يصيبه من ذلك شئ ، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق ، وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه ، وكان جبارا أربعمائة سنة ، فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ، ثم أماته الله ، وهو الذي كان بني صرحا إلى السماء فأتى الله بنيانه من القواعد . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية ، قال : هو نمروذ بن كنعان يزعمون أنه أول من ملك في الأرض أتى برجلين قتل أحدهما وترك الآخر ، فقال ( أنا أحيي وأميت ) . وأخرج أبو الشيخ عن السدي ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) قال : إلى الإيمان .

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست