responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 271


هل نسخت الزكاة كل صدقة ونسخ رمضان كل صوم ؟

تفسير آية الكرسي

هم الظالمون ) فيه دليل على أن كل كافر ظالم لنفسه . ومن جملة من يدخل تحت هذا العموم مانع الزكاة منعا يوجب كفره لوقوع ذلك في سياق الأمر بالإنفاق .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم ) قال :
من الزكاة والتطوع . وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال : يقال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ، ونسخ شهر رمضان كل صوم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : قد علم الله أن ناسا يتخاللون في الدنيا ويشفع بعضهم لبعض ، فأما يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء قال : الحمد لله الذي قال ( والكافرون هم الظالمون ) ولم يقل والظالمون هم الكافرون .
قوله ( لا إله إلا هو ) أي لا معبود بحق إلا هو ، وهذه الجملة خبر المبتدأ . والحي : الباقي ، وقيل الذي لا يزول ولا يحول ، وقيل المصرف للأمور والمقدر للأشياء . قال الطبري عن قوم إنه يقال : حي كما وصف نفسه ، ويسلم ذلك دون أن ينظر فيه ، وهو خبر ثان أو مبتدأ خبره محذوف . والقيوم : القائم على كل نفس بما كسبت ، وقيل القائم بذاته المقيم لغيره ، وقيل القائم بتدبير الخلق وحفظه ، وقيل هو الذي لا ينام ، وقيل الذي لا بديل له . وأصل قيوم قيووم اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت الأولى في الثانية بعد قلب الواو ياء . وقرأ ابن مسعود وعلقمة والنخعي والأعمش " الحي القيام " بالألف ، وروى ذلك عن عمر ، ولا خلاف بين أهل اللغة أن القيوم أعرف عند العرب وأصح بناء ، وأثبت علة . والسنة : النعاس في قول الجمهور ، والنعاس : ما يتقدم النوم من الفتور وانطباق العينين ، فإذا صار في القلب صار نوما . وفرق المفصل بين السنة والنعاس : والنوم فقال : السنة من الرأس ، والنعاس في العين ، والنوم في القلب انتهى . والذي ينبغي التعويل عليه في الفرق بين السنة والنوم أن السنة لا يفقد معها العقل ، بخلاف النوم فإنه استرخاء أعضاء الدماغ من رطوبات الأبخرة حتى يفقد معه العقل ، بل وجميع الإدراكات بسائر المشاعر ، والمراد أنه لا يعتريه سبحانه شئ منهما ، وقدم السنة على النوم ، لكونها تتقدمه في الوجود . قال الرازي في تفسيره : إن السنة ما تتقدم النوم ، فإذا كانت عبارة عن مقدمة النوم ، فإذا قيل لا تأخذه سنة دل على أنه لا يأخذه نوم بطريق الأولى ، فكان ذكر النوم تكرارا ، قلنا : تقدير الآية لا تأخذه سنة فضلا عن أن يأخذه نوم ، والله أعلم بمراده انتهى . وأقول : إن هذه الأولوية التي ذكرها غير مسلمة ، فإن النوم قد يرد ابتداء من دون ما ذكر من النعاس . وإذا ورد على القلب والعين دفعة واحدة فإنه يقال له نوم ، ولا يقال له سنة ، فلا يستلزم نفي السنة نفي النوم . وقد ورد عن العرب نفيهما جميعا ، ومنه قول زهير :
ولا سنة طوال الدهر تأخذه * ولا ينام وما في أمره فند

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست