responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 258


عن خير العلوم وأنفعها ، حتى كلفوا أنفسهم التكلم على أحكام الله والتجري على تفسير كتاب الله بغير علم ولا هدى ، فجاءوا بما يضحك منه تارة ويبكي منه أخرى . قوله ( وقوموا لله قانتين ) القنوت قيل هو الطاعة : أي قوموا لله في صلاتكم طائعين ، قاله جابر بن زيد وعطاء وسعيد بن جبير والضحاك والشافعي : وقيل هو الخشوع ، قاله ابن عمر ومجاهد . ومنه قول الشاعر :
قانتا لله يدعو ربه * وعلى عمد من الناس اعتزل وقيل هو الدعاء ، وبه قال ابن عباس . وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قنت شهرا يدعو على رعل وذكوان . وقال قوم : إن القنوت طول القيام ، وقيل معناه ساكتين قاله السدى ، ويدل عليه حديث زيد ابن أرقم في الصحيحين وغيرهما قال : كان الرجل يكلم صاحبه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحاجة في الصلاة حتى نزلت هذه الآية ( وقوموا لله قانتين ) فأمرنا بالسكوت ، وقيل أصل القنوت في اللغة الدوام على الشئ ، فكل معنى يناسب الدوام يصح إطلاق القنوت عليه . وقد ذكر أهل العلم أن القنوت ثلاثة عشر معنى وقد ذكرنا ذلك في شرح المنتقى ، والمتعين هاهنا حمل القنوت على السكوت للحديث المذكور . قوله ( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ) الخوف هو الفزع ، والرجال جمع رجل أو راجل ، من قولهم رجل الإنسان يرجل راجلا : إذا عدم المركوب ومشى على قدميه فهو رجل وراجل . يقول أهل الحجاز : مشى فلان إلى بيت الله حافيا رجلا .
حكاه ابن جرير الطبري وغيره . لما ذكر الله سبحانه الأمر بالمحافظة على الصلوات ، ذكر حالة الخوف أنهم يضيعون فيها ما يمكنهم ويدخل تحت طوقهم من المحافظة على الصلاة بفعلها حال الترجل وحال الركوب ، وأبان لهم أن هذه العبادة لازمة في كل الأحوال بحسب الإمكان . وقد اختلف أهل العلم في حد الخوف المبيح لذلك والبحث مستوفى في كتب الفروع . قوله ( فإذا أمنتم ) أي إذا زال خوفكم فارجعوا إلى ما أمرتم به من إتمام الصلاة مستقبلين القبلة قائمين بجميع شروطها وأركانها وهو قوله ( فاذكروا الله كما علمكم ) وقيل معنى الآية : خرجتم من دار السفر إلى دار الإقامة وهو خلاف معنى الآية . وقوله ( كما علمكم ) أي مثل ما علمكم من الشرائع ( ما لم تكونوا تعلمون ) والكاف صفة لمصدر محذوف : أي ذكرا كائنا كتعليمه إياكم ، أو مثل تعليمه إياكم .
وقد أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا ، وشبك بين أصابعه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه سئل عن الصلاة الوسطى ؟ فقال : هي فيهن فحافظوا عليهن . وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن ثابت أنه سأله رجل عن الصلاة الوسطى فقال : حافظ على الصلوات تدركها . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الربيع بن خيثم أن سائلا سأله عن الصلاة الوسطى ، قال : حافظ عليهن فإنك إن فعلت أصبتها ، إنما هي واحدة منهن . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال : سئل شريح عن الصلاة الوسطى ، فقال : حافظوا عليها تصيبوها . وقد قدمنا ما روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم في تعيينها . وأخرج الطبراني عن ابن عباس في قوله تعالى ( وقوموا لله قانتين ) مثل ما قدمنا عن زيد بن أرقم . وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه . وأخرج سعيد بن منصور وعبد ابن حميد عن محمد بن كعب نحوه أيضا . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة نحوه . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( وقوموا لله قانتين ) قال :
مصلين . وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : كل أهل دين يقومون فيها عاصين ، قوموا أنتم مطيعين . وأخرج

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست