responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 22


ثم ذكر بقية الفاتحة ( مالك يوم الدين ) قرئ ملك ومالك وملك بسكون اللام وملك بصيغة الفعل . وقد اختلف العلماء أيما أبلغ ملك أو مالك ؟ فقيل إن ملك أعم وأبلغ من مالك ، إذ كل ملك مالك ، وليس كل مالك ملكا ، ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك ، قاله أبو عبيد والمبرد ورجحه الزمخشري .
وقيل مالك أبلغ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم ، فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم . وقال أبو حاتم : إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك . وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك ، لأن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك ، وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا . واختار هذا القاضي أبو بكر بن العربي . والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر ، فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها ، والملك يقدر على مالا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية ، فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور ، والملك أقوى من المالك في بعض الأمور . والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته ، والمالك صفة لفعله . ويوم الدين : يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده كما قال - وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله - وهذه الإضافة إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم : يا سارق الليلة أهل الدار ، ويوم الدين وإن كان متأخرا فقد يضاف اسم الفاعل وما في معناه إلى المستقبل كقولك : هذا ضارب زيدا غدا . وقد أخرج الترمذي عن أم سلمة " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ ملك بغير ألف . وأخرج نحوه ابن الأنباري عن أنس . وأخرج أحمد والترمذي عن أنس أيضا " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقرءون مالك بالألف " . وأخرج نحوه سعيد ابن منصور عن ابن عمر مرفوعا . وأخرج نحوه أيضا وكيع في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود عن الزهري يرفعه مرسلا ، وأخرجه أيضا عبد الرزاق في تفسيره وعبد بن حميد وأبو داود عن ابن المسيب مرفوعا مرسلا . وقد روى هذا من طرق كثيرة ، فهو أرجح من الأول . وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ مالك يوم الدين " وكذا رواه الطبراني في الكبير عن ابن مسعود مرفوعا . وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود وناس من الصحابة أنهم فسروا يوم الدين بيوم الحساب . وكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم .
( إياك نعبد وإياك نستعين ) قراءة السبعة وغيرهم بتشديد الياء ، وقرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر ، وقرأ الفضل والرقاشي بفتح الهمزة ، وقرأ أبو السوار الغنوي " هياك " في الموضعين وهي لغة مشهورة . والضمير المنفصل هو " إيا " وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ، ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور ، وتقديمه على الفعل لقصد الاختصاص ، وقيل للاهتمام ، والصواب أنه لهما ولا تزاحم بين المقتضيات . والمعنى : نخصك بالعبادة ونخصك بالاستعانة لا نعبد غيرك ولا نستعينه ، والعبادة أقصى غايات الخضوع والتذلل . قال ابن كثير : وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف ، وعدل عن الغيبة إلى الخطاب لقصد الالتفات ، لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى آخر كان أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا له كما تقرر في علم المعاني . والمجئ بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العباد ، وقيل إن المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها ، فالمجئ بالنون لقصد

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست