responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 163


أبي العالية قال : إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ، ثم تلعنه الملائكة ، ثم يلعنه الناس أجمعون . وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن قتادة قال : يعني بالناس أجمعين المؤمنين . وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ( خالدين فيها ) يقول : خالدين في جهنم في اللعنة . وقال في قوله ( ولا هم ينظرون ) يقول : لا ينظرون فيعتذرون .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( ولا هم ينظرون ) قال : لا يؤخرون . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة عن أسماء بنت يزيد بن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " اسم سنة الله الأعظم في هاتين الآيتين - وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم - والم الله لا إله إلا هو الحي القيوم - " . وأخرج الديلمي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " ليس شئ أشد على مردة الجن من هؤلاء الآيات التي في سورة البقرة ( وإلهكم إله واحد ) الآيتين " .
لما ذكر سبحانه التوحيد بقوله ( وإلهكم إله واحد ) عقب ذلك بالدليل الدال عليه ، وهو هذه الأمور التي هي من أعظم صنعة الصانع الحكيم ، مع علم كل عاقل بأنه لا يتهيأ من أحد من الآلهة التي أثبتها الكفار أن يأتي بشئ منها ، أو يقتدر عليه أو على بعضه ، وهي خلق السماوات ، وخلق الأرض ، وتعاقب الليل والنهار ، وجرى الفلك في البحر ، وإنزال المطر من السماء ، وإحياء الأرض به ، وبث الدواب منها بسببه ، وتصريف الرياح ، فإن من أمعن نظره وأعمل فكره في واحد منها انبهر له ، وضاق ذهنه عن تصور حقيقته . وتحتم عليه التصديق بأن صانعه هو الله سبحانه ، وإنما جمع السماوات لأنها أجناس مختلفة ، كل سماء من جنس غير جنس الأخرى ، ووحد الأرض لأنها كلها من جنس واحد وهو التراب . والمراد باختلاف الليل والنهار تعاقبهما بإقبال أحدهما وإدبار الآخر ، وإضاءة أحدهما وإظلام الآخر . والنهار : ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس . وقال النضر بن شميل : أول النهار طلوع الشمس ، ولا يعد ما قبل ذلك من النهار . وكذا قال ثعلب ، واستشهد بقول أمية بن أبي الصلت :
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد وكذا قال الزجاج . وقسم ابن الأنباري الزمان إلى ثلاثة أقسام : قسما جعله ليلا محضا ، وهو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر . وقسما جعله نهارا محضا ، وهو من طلوع الشمس إلى غروبها . وقسما جعله مشتركا بين النهار والليل ، وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لبقايا ظلمة الليل ومبادئ ضوء النهار . هذا باعتبار مصطلح أهل اللغة . وأما في الشرع فالكلام في ذلك معروف . والفلك : السفن ، وإفراده وجمعه بلفظ واحد ، وهو هذا ويذكر ويؤنث . قال الله تعالى - في الفلك المشحون - والفلك التي تجري في البحر - وقال - حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم - وقيل واحده فلك بالتحريك ، مثل أسد وأسد . وقوله ( بما ينفع الناس ) يحتمل أن تكون ما موصولة

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست