responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 105


وكذلك المختلق والقارئ يقدر أن كلمة كذا بعد كذا انتهى . " وإن " في قوله ( وإن هم إلا يظنون ) نافية : أي ما هم .
والظن هو التردد الراجح بين طرفي الإعتقاد الغير الجازم كذا في القاموس ، أي ما هم إلا يترددون بغير جزم ولا يقين ، وقيل الظن هنا بمعنى الكذب ، وقيل هو مجرد الحدس . لما ذكر الله سبحانه أهل العلم منهم بأنهم غير عاملين بل يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ، ذكر أهل الجهل منهم بأنهم يتكلمون على الأماني ويعتمدون على الظن الذي لا يقفون من تقليدهم على غيره ولا يظفرون بسواه . والويل : الهلاك . وقال الفراء : الأصل في الويل وي : أي حزن كما تقول وي لفلان : أي حزن له ، فوصلته العرب باللام ، قال الخليل : ولم نسمع على بنائه إلا ويح ، وويس ، وويه ، وويك ، وويب ، وكله متقارب في المعنى ، وقد فرق بينها قوم وهي مصادر لم ينطق العرب بأفعالها ، وجاز الابتداء به وإن كان نكرة لأن فيه معنى الدعاء . والكتابة معروفة ، والمراد : أنهم يكتبون الكتاب المحرف ولا يبينون ولا ينكرونه على فاعله . وقوله ( بأيديهم ) تأكيد لأن الكتابة لا تكون إلا باليد فهو مثل قوله - ولا طائر يطير بجناحيه - وقوله - يقولون بأفواههم - وقال ابن السراج : هو كناية عن أنه من تلقائهم دون أن ينزل عليهم . وفيه أنه قد دل على أنه من تلقائهم قوله ( يكتبون الكتاب ) فإسناد الكتابة إليهم يفيد ذلك . والاشتراء : الاستبدال ، وقد تقدم الكلام عليه ، ووصفه بالقلة لكونه فانيا لا ثواب فيه ، أو لكونه حراما لا تحل به البركة ، فهؤلاء الكتبة لم يكتفوا بالتحريف ولا بالكتابة لذلك المحرف حتى نادوا في المحافل بأنه من عند الله ، لينالوا بهذه المعاصي المتكررة هذا الغرض النزير والعوض الحقير . وقوله ( مما يكسبون ) قيل من الرشا ونحوها ، وقيل من المعاصي ، وكرر الويل تغليظا عليهم وتعظيما لفعلهم وهتكا لأستارهم ( وقالوا ) أي اليهود ( لن تمسنا النار ) الآية . وقد اختلف في سبب نزول الآية كما سيأتي بيانه . والمراد بقوله ( قل أتخذتم عند الله عهدا ) الإنكار عليهم لما صدر منهم من هذه الدعوى الباطلة أنها لن تمسهم النار إلا أياما معدودة : أي لم يتقدم لكم مع الله عهدا بهذا ، ولا أسلفتم من الأعمال الصالحة ما يصدق هذه الدعوى حتى يتعين الوفاء بذلك وعدم إخلاف العهد :
أي إن اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون . قال في الكشاف ، و " أم " إما أن تكون معادلة بمعنى أي الأمرين كائن على سبيل التقرير لأن العلم واقع بكون أحدهما ، ويجوز أن تكون منقطعة انتهى ، وهذا توبيخ لهم شديد . قال الرازي في تفسيره : العهد في هذا الموضع يجري مجرى الوعد ، وإنما سمى خبره سبحانه عهدا لأن خبره أوكد من العهود المؤكدة . وقوله ( بلى ) إثبات بعد النفي : أي بلى تمسكم لا على الوجه الذي ذكرتم من كونه أياما معدودة . والسيئة المراد بها الجنس هنا ، ومثله قوله تعالى - وجزاء سيئة سيئة مثلها - من يعمل سوءا يجز به - ثم أوضح سبحانه أن مجرد كسب السيئة لا يوجب الخلود في النار ، بل لا بد أن تكون سيئة محيطة به ، قيل هي الشرك وقيل الكبيرة . وتفسيرها بالشرك أولى لما ثبت في السنة تواترا من خروج عصاة الموحدين من النار ، ويؤيد ذلك كونها نازلة في اليهود وإن كان الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وقد قرأ نافع " خطيئاته " بالجمع ، وقرأ الباقون بالإفراد ، وقد تقدم تفسير الخلود .
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس في قوله ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب ) قال لا يدرون ما فيه ( وإن هم إلا يظنون ) قال : وهم يجحدون نبوتك بالظن . وأخرج ابن جرير عنه قال : الأميون قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله ، ولا كتابا أنزله الله فكتبوا كتابا بأيديهم ، ثم قالوا لقوم سفلة جهال هذا من عند الله ، وقد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم ، ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله . وأخرج ابن جرير عن النخعي قال :

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست