responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 81


فإن قال لنا قائل : فما معنى قول لبيد هذا عندك ؟ قيل له : يحتمل ذلك وجهين ، كلاهما غير الذي قاله من حكينا قوله . أحدهما : أن السلام اسم من أسماء الله فجائز أن يكون لبيد عنى بقوله : ثم اسم السلام عليكما : ثم الزما اسم الله وذكره بعد ذلك ، ودعا ذكري والبكاء علي على وجه الاغراء . فرفع الاسم ، إذا وأخر الحرف الذي يأتي بمعنى الاغراء . وقد تفعل العرب ذلك إذا أخرت الاغراء وقدمت المغرى به ، وإن كانت قد تنصب به وهو مؤخر . ومن ذلك قول الشاعر :
يا أيها المائح دلوي دونكا * إني رأيت الناس يحمدونكا فأغرى ب‌ دونك وهي مؤخرة وإنما معناه : دونك دلوي . فكذلك قول لبيد :
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما يعني : عليكما اسم السلام ، أي : الزما ذكر الله ، ودعا ذكري والوجد بي لان من بكى حولا على امرئ ميت فقد اعتذر . فهذا أحد وجهيه .
والوجه الآخر منهما : ثم تسميتي الله عليكما ، كما يقول القائل للشئ يراه فيعجبه :
اسم الله عليك يعوذه بذلك من السوء ، فكأنه قال : ثم اسم الله عليكما من السوء . وكأن الوجه الأول أشبه المعنيين بقول لبيد .
ويقال لمن وجه بيت لبيد هذا إلى أن معناه : ثم السلام عليكما : أترى ما قلنا من هذين الوجهين جائزا ، أو أحدهما ، أو غير ما قلت فيه ؟ فإن قال : لا أبان مقداره من العلم بتصاريف وجوه كلام العرب ، وأغنى خصمه عن مناظرته . وإن قال : بلى قيل له : فما برهانك على صحة ما ادعيت من التأويل أنه الصواب دون الذي ذكرت أنه محتمله من الوجه الذي يلزمنا تسليمه لك ؟ ولا سبيل إلى ذلك . وأما الخبر الذي :
116 - حدثنا به إسماعيل بن الفضل ، قال : حدثنا إبراهيم بن العلاء بن الضحاك ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي مليكة ، عمن حدثه عن ابن مسعود ، ومسعر بن كدام ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( ص ) : إن عيسى ابن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه ، فقال له المعلم : اكتب بسم فقال له عيسى :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست