responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 784


الدعاوي غير مغنيتكم عند الله ، وإنما يغني عنكم عنده ما سلف لكم من صالح أعمالكم إن كنتم عملتموها وقدمتموها . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) * يعني تعالى ذكره بقوله : وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا وقالت اليهود لمحمد ( ص ) وأصحابه من المؤمنين : كونوا هودا تهتدوا ، وقالت النصارى لهم : كونوا نصارى تهتدوا . تعني بقولها تهتدوا : أي تصيبوا طريق الحق . كما :
1726 - حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا يونس بن بكير وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة جميعا ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، قال : حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله ( ص ) : ما الهدى إلا ما نحن عليه ، فاتبعنا يا محمد تهتد وقالت النصارى مثل ذلك . فأنزل الله عز وجل فيهم : وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .
احتج الله لنبيه محمد ( ص ) أبلغ حجة وأوجزها وأكملها ، وعلمها محمدا نبيه ( ص ) فقال : يا محمد قل للقائلين لك من اليهود والنصارى ولأصحابك : كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ، بل تعالوا نتبع ملة إبراهيم التي تجمع جميعنا على الشهادة لها بأنها دين الله الذي ارتضاه واجتباه وأمر به ، فإن دينه كان الحنيفية المسلمة ، وندع سائر الملل التي نختلف فيها فينكرها بعضنا ويقر بها بعضنا ، فإن ذلك على اختلافه لا سبيل لنا على الاجتماع عليه كما لنا السبيل إلا الاجتماع على ملة إبراهيم .
وفي نصب قوله : بل ملة إبراهيم أوجه ثلاثة : أحدها أن يوجه معنى قوله :
وقالوا كونوا هودا أو نصارى إلى معنى : وقالوا اتبعوا اليهودية والنصرانية ، لأنهم إذ قالوا : كونوا هودا أو نصارى إلى اليهودية والنصرانية دعوهم ، ثم يعطف على ذلك المعنى بالملة ، فيكون معنى الكلام حينئذ : قل يا محمد لا نتبع اليهودية والنصرانية ، ولا نتخذها ملة ، بل نتبع ملة إبراهيم حنيفا ، ثم يحذف نتبع الثانية ، ويعطف بالملة على إعراب اليهودية والنصرانية . والآخر أن يكون نصبه بفعل مضمر بمعنى نتبع . والثالث أن يكون أريد : بل نكون أصحاب ملة إبراهيم ، أو أهل ملة إبراهيم ثم حذف الأهل

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 784
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست