responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 778


ويعني بقوله : اصطفيناه اخترناه واجتبيناه للخلة ، ونصيره في الدنيا لمن بعده إماما . وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن أن من خالف إبراهيم فيما سن لمن بعده فهو لله مخالف ، وإعلام منه خلقه أن من خالف ما جاء به محمد ( ص ) فهو لإبراهيم مخالف وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر أنه اصطفاه لخلته ، وجعله للناس إماما ، وأخبر أن دينه كان الحنيفية المسلمة . ففي ذلك أوضح البيان من الله تعالى ذكره عن أن من خالفه فهو لله عدو لمخالفته الامام الذي نصبه الله لعباده .
القول في تأويل قوله تعالى : وإنه في الآخرة لمن الصالحين .
يعني تعالى ذكره بقوله : وإنه في الآخرة لمن الصالحين وإن إبراهيم في الدار الآخرة لمن الصالحين . والصالح من بني آدم هو المؤدي حقوق الله عليه . فأخبر تعالى ذكره عن إبراهيم خليله أنه في الدنيا له صفي ، وفي الآخرة ولي ، وإنه وارد موارد أوليائه الموفين بعهده . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) * يعني تعالى ذكره بقوله : إذ قال له ربه أسلم إذ قال له ربه : أخلص لي العبادة ، واخضع لي بالطاعة ، وقد دللنا فيما مضى على معنى الاسلام في كلام العرب ، فأغنى عن إعادته .
وأما معنى قوله : قال أسلمت لرب العالمين فإنه يعني تعالى ذكره : قال إبراهيم مجيبا لربه : خضعت بالطاعة ، وأخلصت بالعبادة لمالك جميع الخلائق ومدبرها دون غيره .
فإن قال قائل : قد علمت أن إذ وقت فما الذي وقت به ، وما الذي صلة ؟ قيل : هو صلة لقوله : ولقد اصطفيناه في الدنيا . وتأويل الكلام : ولقد اصطفيناه في الدنيا حين قال له ربه أسلم ، قال : أسلمت لرب العالمين . فأظهر اسم الله في قوله : إذ قال له ربه أسلم على وجه الخبر عن غائب ، وقد جرى ذكره قبل على وجه الخبر عن نفسه ، كما قال خفاف بن ندبة :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 778
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست