responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 768


البيت ، وثبت أن القول المضمر خبر عنه وعن والده إبراهيم عليهما السلام .
فتأويل الكلام : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) يقولان : ربنا تقبل منا عملنا وطاعتنا إياك وعبادتنا لك في انتهائنا إلى أمرك الذي أمرتنا به في بناء بيتك الذي أمرتنا ببنائه إنك أنت السميع العليم . وفي إخبار الله تعالى ذكره أنهما رفعا القواعد من البيت وهما يقولان : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) دليل واضح على أن بناءهما ذلك لم يكن مسكنا يسكنانه ولا منزلا ينزلانه ، بل هو دليل على أنهما بنياه ورفعا قواعده لكل من أراد أن يعبد الله تقربا منهما إلى الله بذلك ، ولذلك قالا : ( ربنا تقبل منا ) . ولو كانا بنياه مسكنا لأنفسهما لم يكن لقولهما : ( تقبل منا ) وجه مفهوم ، لأنه كانا يكونان لو كان الامر كذلك سائلين لأنفسهما أن يتقبل منهما ما لا قربة فيه إليه ، وليس موضعهما مسألة الله قبول ما لا قربة إليه فيه .
القول في تأويل قوله تعالى : ( إنك أنت السميع العليم ) .
وتأويل قوله : ( أنك أنت السميع العليم ) إنك أنت السميع دعاءنا ومسألتنا إياك قبول ما سألناك قبوله منا من طاعتك في بناء بيتك الذي أمرتنا ببنائه ، العليم بما في ضمائر نفوسنا من الاذعان لك في الطاعة والمصير إلى ما فيه لك الرضا والمحبة ، وما نبدي ونخفي من أعمالنا . كما :
1698 - حدثني القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، قال : قال ابن جريح : أخبرني أبو كثير ، قال : ثنا سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) يقول : تقبل منا إنك سميع الدعاء . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) * وهذا أيضا خبر من الله تعالى ذكره عن إبراهيم وإسماعيل أنهما كانا يرفعان القواعد من البيت وهما يقولان : ربنا واجعلنا مسلمين لك يعنيان بذلك : واجعلنا مستسلمين لأمرك خاضعين لطاعتك ، لا نشرك معك في الطاعة أحدا سواك ، ولا في العبادة غيرك .
وقد دللنا فيما مضى على أن معنى الاسلام الخضوع لله بالطاعة .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 768
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست