للناس إماما وقال : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى . والخبر الذي ذكرناه عن عمر بن الخطاب ، عن رسول الله ( ص ) قبل ، يدل على خلاف الذي قاله هؤلاء ، وأنه أمر من الله تعالى ذكره بذلك رسول الله ( ص ) والمؤمنين به وجميع الخلق المكلفين .
وقرأه بعض قراء أهل المدينة والشام : واتخذوا بفتح الخاء على وجه الخبر .
ثم اختلف في الذي عطف عليه بقوله : واتخذوا إذا قرئ كذلك على وجه الخبر ، فقال بعض نحويي البصرة : تأويله إذا قرئ كذلك : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا وإذ اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
وقال بعض نحويي الكوفة : بل ذلك معطوف على قوله : جعلنا فكان معنى الكلام على قوله : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس واتخذوه مصلى .
والصواب من القول والقراءة في ذلك عندنا : واتخذوا بكسر الخاء ، على تأويل الامر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى للخبر الثابت عن رسول الله ( ص ) الذي ذكرناه آنفا ، وأن عمرو بن علي :
1631 - حدثنا قال : ثنا يحيى بن سعيد ، قال : ثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله ( ص ) قرأ : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وفي مقام إبراهيم .
فقال بعضهم : مقام إبراهيم : هو الحج كله . ذكر من قال ذلك :
1632 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله : مقام إبراهيم قال : الحج كله مقام إبراهيم .
1633 - حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال : الحج كله .
1634 - حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان . عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : الحج كله مقام إبراهيم . وقال آخرون : مقام إبراهيم عرفة والمزدلفة والجمار . ذكر من قال ذلك :