responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 695


اليهود والنصارى بما وبخهم به في قيلهم ما أخبر عنهم بقوله : وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ من أجل أنهم أهل كتاب قالوا ما قالوا من ذلك على علم منهم أنهم مبطلون .
القول في تأويل قوله تعالى : فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
يعني بذلك جل ثناءه : فالله يقضي فيفصل بين هؤلاء المختلفين القائل بعضهم لبعض : لستم على شئ من دينكم يوم قيام الخلق لربهم من قبورهم ، فيتبين المحق منهم من المبطل بإثابته المحق ما وعد أهل طاعته على أعماله الصالحة ومجازاته المبطل منهم بما أوعد أهل الكفر به على كفرهم به فيما كانوا فيه يختلفون من أديانهم ومللهم في دار الدنيا .
وأما القيامة فهي مصدر من قول القائل : قمت قياما وقيامة ، كما يقال : عدت فلانا عيادة ، وصنت هذا الامر صيانة . وإنما عنى بالقيامة : قيام الخلق من قبورهم لربهم ، فمعنى يوم القيامة : يوم قيام الخلائق من قبورهم لمحشرهم . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) * قد دللنا فيما مضى قبل على أن تأويل الظلم : وضع الشئ في غير موضعه .
وتأويل قوله : ومن أظلم : وأي امرئ أشد تعديا وجراءة على الله وخلافا لامره من امرئ منع مساجد الله أن يعبد الله فيها ؟ والمساجد جمع مسجد : وهو كل موضع عبد الله فيه . وقد بينا معنى السجود فيما مضى ، فمعنى المسجد : الموضع الذي يسجد لله فيه ، كما يقال للموضع الذي يجلس فيه : المجلس ، وللموضع الذي ينزل فيه : منزل ، ثم يجمع منازل ومجالس نظير مسجد ومساجد . وقد حكي سماعا من بعض العرب مساجد في واحد المساجد ، وذلك كالخطأ من قائله .
وأما قوله : أن يذكر فيها اسمه فإن فيه وجهين من التأويل ، أحدهما : أن يكون

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 695
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست