responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 661


يعقل في كلام العرب لان راعيت في كلام العرب إنما هو على أحد وجهين : أحدهما بمعنى فاعلت من الرعية ، وهي الرقبة والكلاءة . والآخر بمعنى إفراغ السمع ، بمعنى أرعيته سمعي . وأما راعيت بمعنى خالفت ، فلا وجه له مفهوم في كلام العرب ، إلا أن يكون قرأ ذلك بالتنوين ثم وجهه إلى معنى الرعونة والجهل والخطأ ، على النحو الذي قال في ذلك عبد الرحمن بن زيد ، فيكون لذلك وإن كان مخالفا قراءة القراء معنى مفهوم حينئذ .
وأما القول الآخر الذي حكي عن عطية ومن حكى ذلك عنه ، أن قوله : راعنا كانت كلمة لليهود بمعنى السب والسخرية ، فاستعملها المؤمنون أخذا منهم ذلك عنهم فإن ذلك غير جائز في صفة المؤمنين أن يأخذوا من كلام أهل الشرك كلاما لا يعرفون معناه ثم يستعملونه بينهم وفي خطاب نبيهم ( ص ) ، ولكنه جائز أن يكون ذلك مما روي عن قتادة أنها كانت كلمة صحيحة مفهومة من كلام العرب وافقت كلمة من كلام اليهود بغير اللسان العربي هي عند اليهود سب ، وهي عند العرب : أرعني سمعك وفرغه لتفهم عني . فعلم الله جل ثناؤه معنى اليهود في قيلهم ذلك للنبي ( ص ) ، وأن معناها منهم خلاف معناها في كلام العرب ، فنهى الله عز وجل المؤمنين عن قيلها للنبي ( ص ) لئلا يجترئ من كان معناه في ذلك غير معنى المؤمنين فيه أن يخاطب رسول الله ( ص ) به . وهذا تأويل لم يأت الخبر بأنه كذلك من الوجه الذي تقوم به الحجة . وإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أولى بتأويل الآية ما وصفنا ، إذ كان ذلك هو الظاهر المفهوم بالآية دون غيره .
وقد حكي عن الحسن البصري أنه كان يقرؤه : لا تقولوا راعنا بالتنوين ، بمعنى : لا تقولوا قولا راعنا ، من الرعونة وهي الحمق والجهل . وهذه قراءة المسلمين مخالفة ، فغير جائز لاحد القراءة بها لشذوذها وخروجها من قراءة المتقدمين والمتأخرين وخلافها ما جاءت به الحجة من المسلمين . ومن نون راعنا نونه بقوله : لا تقولوا لأنه حينئذ عامل فيه . ومن لم ينونه فإنه ترك تنوينه لأنه أمر محكي لان القوم كأنهم كانوا يقولون للنبي ( ص ) : راعنا بمعنى مسألته إما أن يرعيهم سمعه ، وإما أن يرعاهم ويرقبهم على ما قد بينت فيما قد مضى فقيل لهم : لا تقولوا في مسألتكم إياه راعنا . فتكون الدلالة على معنى الامر في راعنا حينئذ سقوط الياء التي كانت تكون في يراعيه . ويدل عليها أعني على الياء الساقطة كسرة العين من راعنا . وقد ذكر أن قراءة ابن مسعود : لا تقولوا راعونا بمعنى حكاية أمر صالحة لجماعة بمراعاتهم . فإن كان ذلك من قراءته صحيحا وجه

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 661
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست