responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 648


فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وجعلوا ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم .
والذي قلنا أشبه بتأويل الآية لان إلحاق ذلك بالذي يليه من الكلام ما كان للتأويل وجه صحيح أولى من إلحاقه بما قد حيل بينه وبينه من معترض الكلام . والهاء والميم والألف من قوله : منهما من ذكر الملكين . ومعنى ذلك : فيتعلم الناس من الملكين الذي يفرقون به بين المرء وزوجه . وما التي مع يفرقون بمعنى الذي . وقيل معنى ذلك : السحر الذي يفرقون به ، وقيل : هو معنى غير السحر . وقد ذكرنا اختلافهم في ذلك فيما مضى قبل . وأما المرء فإنه بمعنى رجل من أسماء بني آدم ، والأنثى منه المرأة يوحد ويثنى ، ولا تجمع ثلاثته على صورته ، يقال منه : هذا امرؤ صالح ، وهذان امرءان صالحان ، ولا يقال : هؤلاء امرءو صدق ، ولكن يقال : هؤلاء رجال صدق ، وقوم صدق .
وكذلك المرأة توحد وتثنى ولا تجمع على صورتها ، يقال : هذه امرأة وهاتان امرأتان ، ولا يقال : هؤلاء امرآت ، ولكن هؤلاء نسوة .
وأما الزوج ، فإن أهل الحجاز يقولون لامرأة الرجل : هي زوجه ، بمنزلة الزوج الذكر ومن ذلك قول الله تعالى ذكره : أمسك عليك زوجك وتميم وكثير من قيس وأهل نجد يقولون : هي زوجته ، كما قال الشاعر :
وإن الذي يمشي يحرش زوجتي * كماش إلى أسد الشرى يستبيلها فإن قال قائل : وكيف يفرق الساحر بين المرء وزوجه ؟ قيل : قد دللنا فيما مضى على أن معنى السحر تخييل الشئ إلى المرء بخلاف ما هو به في عينه وحقيقته بما فيه الكفاية لمن وفق لفهمه . فإن كان ذلك صحيحا بالذي استشهدنا عليه ، فتفريقه بين المرء وزوجه تخييله بسحره إلى كل واحد منهما شخص الآخر على خلاف ما هو به في حقيقته من حسن

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 648
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست