فأحقلت ، ثم قلت : أفركي فأفركت ، ثم قلت : أيبسي فأيبست ، ثم قلت :
أطحني فأطحنت ، ثم قلت : أخبزي فأخبزت . فلما رأيت أني لا أريد شيئا إلا كان سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين ، والله ما فعلت شيئا قط ولا أفعله أبدا .
قال أهل هذه المقالة بما وصفنا واعتلوا بما ذكرنا ، وقالوا : لولا أن الساحر يقدر على فعل ما ادعى أنه يقدر على فعله ما قدر أن يفرق بين المرء وزوجه ، قالوا : وقد أخبر الله تعالى ذكره عنهم أنهم يتعلمون من الملكين ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، وذلك لو كان على غير الحقيقة وكان على وجه التخييل والحسبان ، لم يكن تفريقا على صحة ، وقد أخبر الله تعالى ذكره عنهم أنهم يفرقون على صحة . وقال آخرون : بل السحر أخذ بالعين .
القول في تأويل قوله تعالى : وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر .
وتأويل ذلك : وما يعلم الملكان أحدا من الناس الذي أنزل عليهما من التفريق بين المرء وزوجه حتى يقولا له : إنما نحن بلاء وفتنة لبني آدم فلا تكفر بربك . كما :
1410 - حدثني موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : إذا أتاهما يعني هاروت وماروت انسان يريد السحر وعظاه وقالا له : لا تكفر إنما نحن فتنة . فإن أبى قالا له : ائت هذا الرماد فبل عليه . فإذا بال عليه خرج منه نور يسطع حتى يدخل السماء ، وذلك الايمان وقيل شئ أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكل شئ منه ، فلذلك غضب الله ، فإذا أخبرهما بذلك علماه السحر . فذلك قول الله :
وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر الآية .
1411 - حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة والحسن : حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر قال : أخذ عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا : إنما نحن فتنة فلا تكفر .
1412 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ،