responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 588


يعني بقوله جل ثناؤه : وللكافرين عذاب مهين : وللجاحدين نبوة محمد ( ص ) من الناس كلهم عذاب من الله إما في الآخرة ، وإما في الدنيا والآخرة مهين هو المذل صاحبه المخزي الملبسه هوانا وذلة .
فإن قال قائل : أي عذاب هو غير مهين صاحبه فيكون للكافرين المهين منه ؟ قيل : إن المهين هو الذي قد بينا أنه المورث صاحبه ذلة وهوانا الذي يخلد فيه صاحبه لا ينتقل من هوانه إلى عز وكرامة أبدا ، وهو الذي خص الله به أهل الكفر به وبرسله وأما الذي هو غير مهين صاحبه : فهو ما كان تمحيصا لصاحبه ، وذلك هو كالسارق من أهل الاسلام يسرق ما يجب عليه به القطع فتقطع يده ، والزاني منهم يزني فيقام عليه الحد ، وما أشبه ذلك من العذاب ، والنكال الذي جعله الله كفارات للذنوب التي عذب بها أهلها ، وكأهل الكبائر من أهل الاسلام الذين يعذبون في الآخرة بمقادير أجرامهم التي ارتكبوها ليمحصوا من ذنوبهم ثم يدخلون الجنة . فإن كل ذلك وإن كان عذابا فغير مهين من عذب به ، إذ كان تعذيب الله إياه به ليمحصه من آثامه ثم يورده معدن العز والكرامة ويخلده في نعيم الجنان . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ) * يعني بقوله جل ثناؤه : وإذا قيل لهم وإذا قيل لليهود من بني إسرائيل الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله ( ص ) : آمنوا أي صدقوا ، بما أنزل الله يعني بما أنزل الله من القرآن على محمد ( ص ) . قالوا نؤمن أي نصدق ، بما أنزل علينا يعني بالتوراة التي أنزلها الله على موسى .
القول في تأويل قوله تعالى : ويكفرون بما وراءه .
يعني جل ثناؤه بقوله : ويكفرون بما وراءه ويجحدون بما وراءه ، يعني بما وراء التوراة .
قال أبو جعفر : وتأويل وراءه في هذا الموضع سوى كما يقال للرجل المتكلم بالحسن : ما وراء هذا الكلام شئ ، يراد به ليس عند المتكلم به شئ سوى ذلك الكلام

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 588
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست