responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 566


معاني العذاب ولذلك أدخل فيه الألف واللام ، لأنه عنى به جنس العذاب كله دون نوع منه .
القول في تأويل قوله تعالى : وما الله بغافل عما تعملون .
اختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأه بعضهم : وما الله بغافل عما يعملون بالياء على وجه الاخبار عنهم ، فكأنهم نحوا بقراءتهم معنى فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون يعني عما يعمله الذين أخبر الله عنهم أنه ليس لهم جزاء على فعلهم إلا الخزي في الحياة الدنيا ، ومرجعهم في الآخرة إلى أشد العذاب .
وقرأه آخرون : وما الله بغافل عما تعملون بالتاء على وجه المخاطبة قال :
فكأنهم نحوا بقراءتهم : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض . . . وما الله بغافل يا معشر اليهود عما تعملون أنتم .
وأعجب القراءتين إلي قراءة من قرأ بالياء اتباعا لقوله : فما جزاء من يفعل ذلك منكم ولقوله : ويوم القيامة يردون لان قوله : وما الله بغافل عما يعملون إلى ذلك أقرب منه إلى قوله : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فاتباعه الأقرب إليه أولى من إلحاقه بالأبعد منه . والوجه الآخر غير بعيد من الصواب . وتأويل قوله : وما الله بساه عن أعمالهم الخبيثة ، بل هو محص لها وحافظها عليهم حتى يجازيهم بها في الآخرة ويخزيهم في الدنيا فيذلهم ويفضحهم . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ) * يعني بقوله جل ثناؤه أولئك الذين أخبر عنهم أنهم يؤمنون ببعض الكتاب فيفادون أسراهم من اليهود ، ويكفرون ببعض ، فيقتلون من حرم الله عليهم قتله من أهل ملتهم ، ويخرجون من داره من حرم الله عليهم اخراجه من داره ، نقضا لعهد الله وميثاقه في التوراة إليهم . فأخبر جل ثناؤه أن هؤلاء الذين اشتروا رياسة الحياة الدنيا على الضعفاء وأهل

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست