responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 531


والذي يدل على صحة ما قلنا في ذلك وأنه أولى بتأويل قوله : إلا أماني من غيره من الأقوال ، قول الله جل ثناؤه : وإن هم إلا يظنون فأخبر عنهم جل ثناؤه أنهم يتمنون ما يتمنون من الأكاذيب ظنا منهم لا يقينا . ولو كان معنى ذلك أنهم يتلونه لم يكونوا ظانين ، وكذلك لو كان معناه : يشتهونه لان الذي يتلوه إذا تدبره علمه ، ولا يستحق الذي يتلو كتابا قرأه وإن لم يتدبره بتركه التدبير أن يقال : هو ظان لما يتلو إلا أن يكون شاكا في نفس ما يتلوه لا يدري أحق هو أم باطل . ولم يكن القوم الذين كانوا يتلون التوراة على عصر نبينا محمد ( ص ) من اليهود فيما بلغنا شاكين في التوراة أنها من عند الله . وكذلك المتمني الذي هو في معنى المتشهي غير جائز أن يقال : هو ظان في تمنيه ، لان التمني من المتمني إذا تمنى ما قد وجد عينه ، فغير جائز أن يقال : هو شاك فيما هو به عالم لان العلم والشك معنيان ينفي كل واحد منهما صاحبه لا يجوز اجتماعهما في حيز واحد ، والمتمني في حال تمنيه موجود غير جائز أن يقال : هو يظن تمنيه . وإنما قيل : لا يعلمون الكتاب إلا أماني والأماني من غير نوع الكتاب ، كما قال ربنا جل ثناؤه : وما لهم به من علم إلا اتباع الظن والظن من العلم بمعزل ، وكما قال : وما لاحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى . وكما قال الشاعر :
ليس بيني وبين قيس عتاب * غير طعن الكلى وضرب الرقاب وكما قال نابغة بني ذبيان :
حلفت يمينا غير ذي مثنوية * ولا علم إلا حسن ظن بغائب

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست