responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 515


معنى تكرير هي عليه فيكون تأويل ذلك : فهي كالحجارة أو هي أشد قسوة من الحجارة .
القول في تأويل قوله تعالى : وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار .
يعني بقوله جل ذكره : وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن من الحجارة حجارة يتفجر منها الماء الذي تكون منه الأنهار ، فاستغنى بذكر الماء عن ذكر الأنهار ، وإنما ذكر فقال منه للفظ ما . والتفجر : التفعل من فجر الماء ، وذلك إذا تنزل خارجا من منبعه ، وكل سائل شخص خارجا من موضعه ومكانه فقد انفجر ماء كان ذلك أو دما أو صديدا أو غير ذلك ، ومنه قوله عمر بن لجأ :
ولما أن قربت إلى جرير * أبى ذو بطنه إلا انفجارا يعني : إلا خروجا وسيلانا .
القول في تأويل قوله تعالى : وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء .
يعني بقوله جل ثناؤه وإن من الحجارة لحجارة تشقق . وتشققها : تصدعها . وإنما هي : لما يتشقق ، ولكن التاء أدغمت في الشين فصارت شينا مشددة . وقوله : فيخرج منه الماء فيكون عينا نابعة وأنهارا جارية .
القول في تأويل قوله تعالى : وإن منها لما يهبط من خشية الله .
قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : وإن من الحجارة لما يهبط : أي يتردى من رأس الجبل إلى الأرض والسفح من خوف الله وخشيته . وقد دللنا على معنى الهبوط فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وأدخلت هذه اللامات اللواتي في ما توكيدا للخبر . وإنما وصف الله تعالى ذكره الحجارة بما وصفها به من أن منها المتفجر منه الأنهار ، وأن منها المتشقق بالماء ، وأن منها الهابط من خشية الله بعد الذي جعل منها لقلوب الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل مثلا ، معذرة منه جل ثناؤه لها دون الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل إذ كانوا بالصفة التي وصفهم الله بها من التكذيب برسله والجحود لآياته بعد الذي أراهم من الآيات والعبر وعاينوا من عجائب الأدلة والحجج مع ما أعطاهم تعالى ذكره من صحة العقول ومن به عليهم من سلامة النفوس التي لم يعطها الحجر والمدر ، ثم هو مع ذلك منه ما يتفجر بالأنهار ومنه ما يتشقق بالماء ومنه ما يهبط من

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست