responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 497


آخر : كأنهم أعجاز نخل خاوية فأنث الخاوية وهي من صفة النخل بمعنى النخل لأنها وإن كانت في لفظ الواحد المذكر على ما وصفنا قبل فهي جماع نخلة . وكان بعضهم يتلوه : إن البقر تشابه علينا بتشديد الشين وضم الهاء ، فيؤنث الفعل بمعنى تأنيث البقر ، كما قال : أعجاز نخل خاوية ويدخل في أول تشابه تاء تدل على تأنيثها ، ثم تدغم التاء الثانية في شين تشابه لتقارب مخرجها ومخرج الشين فتصير شينا مشددة وترفع الهاء بالاستقبال والسلام من الجوازم والنواصب . وكان بعضهم يتلوه : إن البقر يشابه علينا فيخرج يشابه مخرج الخبر عن الذكر لما ذكرنا من العلة في قراءة من قرأ ذلك : تشابه بالتخفيف ، ونصب الهاء غير أنه كان يرفعه بالياء التي يحدثها في أول تشابه التي تأتي بمعنى الاستقبال ، وتدغم التاء في الشين كما فعله القارئ في تشابه بالتاء والتشديد .
والصواب في ذلك من القراءة عندنا : إن البقر تشابه علينا بتخفيف شين تشابه ونصب هائه ، بمعنى تفاعل ، لاجماع الحجة من القراء على تصويب ذلك ورفعهم ما سواه من القراءات ، ولا يعترض على الحجة بقول من يجوز عليه فيما نقل السهو والغفلة والخطأ .
وأما قوله : وإنا إن شاء الله لمهتدون فإنهم عنوا : وإنا إن شاء الله لمبين لنا ما التبس علينا وتشابه من أمر البقرة التي أمرنا بذبحها . ومعنى اهتدائهم في هذا الموضع معنى تبينهم أي ذلك الذي لزمهم ذبحه مما سواه من أجناس البقر . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ) * وتأويل ذلك ، قال موسى : إن الله يقول : إن البقرة التي أمرتكم بذبحها بقرة لا ذلول .
ويعني بقوله : لا ذلول : أي لم يذللها العمل . فمعنى الآية : أنها بقرة لم تذللها إثارة الأرض بأظلافها ، ولا سني عليها الماء فيسقى عليها الزرع ، كما يقال للدابة التي قد ذللها الركوب أو العمل : دابة ذلول بينة الذل ، بكسر الذال ، ويقال في مثله من بني آدم : رجل ذليل بين الذل والذلة .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست