responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 460


يخرج فيه ، ولا أراني أدركه ، وأما أنت فشاب لعلك أن تدركه ، وهو يخرج في أرض العرب ، فإن أدركته فآمن به واتبعه ! فقال له سلمان : فأخبرني عن علامته بشئ . قال :
نعم ، هو مختوم في ظهره بخاتم النبوة ، وهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة . ثم رجعا حتى بلغا مكان المقعد ، فناداهما فقال : يا سيد الرهبان ارحمني يرحمك الله ، فعطف إليه حماره ، فأخذ بيده فرفعه ، فضرب به الأرض ودعا له ، وقال : قم بإذن الله ، فقام صحيحا يشتد [1] ، فجعل سلمان يتعجب وهو ينظر إليه يشتد . وسار الراهب فتغيب عن سلمان ولا يعلم سلمان . ثم إن سلمان فزع فطلب الراهب ، فلقيه رجلان من العرب من كلب فسألهما :
هل رأيتما الراهب ؟ فأناخ أحدهما راحلته ، قال : نعم راعي الصرمة ( 2 ) هذا ، فمله فانطلق به إلى المدينة . قال سلمان : فأصابني من الحزن شئ لم يصبني مثله قط ، فاشترته امرأة من جهينة فكان يرعى عليها وهو وغلام لها يتراوحان الغنم هذا يوما وهذا يوما ، فكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد صلى الله عليه وسلم . فبينا هو يوما يرعى ، إذ أتاه صاحبه الذي يعقبه ( 3 ) ، فقال : أشعرت أنه قد قدم اليوم المدينة رجل يزعم أنه نبي ؟ فقال له سلمان : أقم في الغنم حتى آتيك . فهبط سلمان إلى المدينة ، فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودار حوله ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرف ما يريد ، فأرسل ثوبه ، حتى خرج خاتمه ، فلما رآه أتاه وكلمه ، ثم انطلق ، فاشترى بدينار ببعضه شاة وببعضه خبزا ، ثم أتاه به ، فقال : " ما هذا ؟ " قال سلمان : هذه صدقة قال :
" لا حاجة لي بها فأخرجها فليأكلها المسلمون " . ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزا ولحما ، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ما هذا ؟ " قال : هذه هدية ، قال : " فاقعد " ، فقعد فأكلا جميعا منها . فبينا هو يحدثه إذ ذكر أصحابه ، فأخبره خبرهم ، فقال : كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك ، ويشهدون أنك ستبعث نبيا ، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " يا سلمان هم من أهل النار " . فاشتد ذلك على سلمان ، وقد كان قال له سلمان : لو أدركوك صدقوك واتبعوك ، فأنزل الله هذه الآية : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر ) ( 4 ) .
فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى حتى جاء عيسى ، فلما جاء



[1] يشتد : يعدو ويسرع . ( 2 9 الصرمة : القطيع من الإبل والغنم . ( 3 ) أي الذي يأتي بعده في نوبته . ( 4 ) هذا الحديث عن السدي ، فهو منقطع . ورواه بطوله من حديث سلمان الفارسي : الإمام أحمد في المسند ( ج 9 حديث رقم 23798 ) .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست