responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 411


لما رجع موسى إلى قومه ، وكانوا سبعون رجلا قد اعتزلوا مع هارون العجل لم يعبدوه .
فقال لهم موسى : انطلقوا إلى موعد ربكم ، فقالوا : يا موسى أما من توبة ؟ قال : بلى فاقتلوا أنفسكم ذلكم حير لكم عند بارئكم فتاب عليكم الآية . . . فاخترطوا السيوف والجرزة والخناجر والسكاكين . قال : وبعث عليهم ضبابة ، قال : فجعلوا يتلامسون بالأيدي ، ويقتل بعضهم بعضا . قال : ويلقى الرجل أباه وأخاه فيقتله ولا يدري ، ويتنادون فيها : رحم الله عبدا صبر حتى يبلغ الله رضاه . وقرأ قول الله جل ثناؤه : وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين . قال : فقتلاهم شهداء ، وتيب على أحيائهم . وقرأ :
فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم .
فالذي ذكرنا عمن روينا عنه الاخبار التي رويناها كان توبة القوم من الذنب الذي أتوه فيما بينهم وبين ربهم بعبادتهم العجل مع ندمهم على ما سلف منهم من ذلك .
وأما معنى قوله : فتوبوا إلى بارئكم فإنه يعني به : ارجعوا إلى طاعة خالقكم وإلى ما يرضيه عنكم . كما :
حدثني به المثنى بن إبراهيم قال : ثنا آدم ، قال : ثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : فتوبوا إلى بارئكم أي إلى خالقكم . وهو من برأ الله الخلق يبرؤه فهو بارئ . والبرية : الخلق ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، غير أنها لا تهمز كما لا يهمز ملك ، وهو من لاك ، لكنه جرى بترك الهمزة ، كذلك قال نابغة بني ذبيان :
إلا سليمان إذ قال المليك له * قم في البرية فاحددها عن الفند وقد قيل : إن البرية إنما لم تهمز لأنها فعيلة من البرى ، والبرى : التراب . فكأن تأويله على قول من تأوله كذلك أنه مخلوق من التراب . وقال بعضهم : إنما أخذت البرية من قولك بريت العود ، فلذلك لم يهمز .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست