responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 391


إنه استحياء الصبايا والأطفال ، قال : إذ لم نجدهن يلزمهن اسم نساء . ثم دخل فيما هو أعظم مما أنكر بتأويله " ويستحيون " يسترقون . ، وذلك تأويل غير موجود في لغة عربية ولا عجمية ، وذلك أن الاستحياء إنما هو استفعال من الحياء نظير الاستبقاء من البقاء والاستسقاء من السقي ، وهو معنى من الاسترقاق بمعزل .
وقد قال آخرون : قوله ( يذبحون أبناءكم ) بمعنى يذبحون رجالكم آباء أبنائكم .
وأنكروا أن يكون المذبوحون الأطفال ، وقد قرن بهم النساء . فقالوا : في أخبار الله جل ثناؤه إن المستحين هم النساء الدلالة الواضحة على أن الذين كانوا يذبحون هم الرجال دون الصبيان ، لان المذبحين لو كانوا هم الأطفال لوجب أن يكون المستحيون هم الصبايا .
قالوا : وفي إخبار الله عز وجل أنهم النساء ما يبين أن المذبحين هم الرجال . وقد أغفل قائلو هذه المقالة مع خروجهم من تأويل أهل التأويل من الصحابة والتابعين موضع الصواب ، وذلك أن الله جل ثناؤه قد أخبر عن وحيه إلى أم موسى أنه أمرها أن ترضع موسى ، فإذا خافت عليه أن تلقيه في التابوت في تلقيه في اليم . فمعلوم بذلك أن القوم لو كانوا إنما يقتلون الرجال ويتركون النساء لم يكن بأم موسى حاجة إلى إلقاء موسى في اليم ، أو لو أن موسى كان رجلا لم تجعله أمه في التابوت ، ولكن ذلك عندنا ما تأوله ابن عباس ومن حكينا قوله قبل من ذبح آل فرعون الصبيان وتركهم من القتل الصبايا .
وإنما قيل : ( ويستحيون نساءكم ) إذ كان الصبايا داخلات مع أمهاتهن ، وأمهاتهن لا شك نساء في الاستحياء ، لأنهم لم يكونوا يقتلون صغار النساء ولا كبارهن ، فقيل :
( ويستحيون نساءكم ) يعني بذلك الوالدات والمولدات كما يقال : قد أقبل الرجال وإن كان فيهم صبيان ، فكذلك قوله : ( ويستحيون نساءكم ) . وأما من الذكور فإنه لما لم يكن يذبح إلا المولودون قيل : يذبحون أبناءكم ، ولم يقل يذبحون رجالكم .
القول في تأويل قوله تعالى : ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) .
أما قوله : ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) فإنه يعني : وفي الذي فعلنا بكم من إنجائنا إياكم مما كنتم فيه من عذاب آل فرعون إياكم على ما وصفت بلاء لكم من ربكم عظيم . ويعني بقوله بلاء : نعمة . كما :
755 - حدثني المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( بلاء من ربكم عظيم ) قال : نعمة .
756 - وحدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست