responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 386


يكون يعني قومه وعشيرته بذلك أو أهل بلده ووطنه كان المقول له ذلك ما فعل بهم من ذلك أو لم يدركه ، كما قال الأخطل يهاجي جرير بن عطية :
ولقد سما لكم الهذيل فنالكم * بإراب حيث يقسم الأنفالا [1] في فيلق يدعو الأراقم لم تكن * فرسانه عزلا ولا أكفالا [2] ولم يلق جرير هذيلا ولا أدركه ، ولا أدرك إراب ولا شهده . ولكنه لما كان يوما من أيام قوم الأخطل على قوم جرير ، أضاف الخطاب إليه وإلى قومه ، فكذلك خطاب الله عز وجل من خاطبه بقوله : ( وإذ نجيناكم من آل فرعون ) لما كان فعله من ذلك بقوم من خاطبه بالآية وآبائهم ، أضاف فعله ذلك الذي فعله بآبائهم إلى المخاطبين بالآية وقومهم .
القول في تأويل قوله تعالى : ( يسومونكم سوء العذاب ) .
وفي قوله : ( يسومونكم ) وجهان من التأويل ، أحدهما : أن يكون خبرا مستأنفا عن فعل فرعون ببني إسرائيل ، فيكون معناه حينئذ : واذكروا نعمتي عليكم إذ نجيتكم من آل فرعون ، وكانوا منق بل يسومونكم سوء العذاب . وإذا كان ذلك تأويله كان موضع " يسومونكم " رفعا . والوجه الثاني : أن يكون " يسومونكم " حالا ، فيكون تأويله حينئذ : وإذ نجيناكم من آل فرعون سائميكم سوء العذاب ، فيكون حالا من آل فرعون .
وأما تأويل قوله : ( يسومونكم ) فإنه يوردونكم ، ويذيقونكم ، ويولونكم ، يقال منه :
سامه خطة ضيم : إذا أولاه ذلك وأذاقه . كما قال الشاعر :
إن سيم خسفا وجه تربدا [3] فأما تأويل قوله : ( سوء العذاب ) فإنه يعني : ما ساءهم من العذاب . وقد قال



[1] البيتان في ديوان الأخطل ( ص 248 ) من قصيدة يهجو بها جريرا ، أولها : كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا وهما كذلك في نقائض جرير والأخطل لأبي تمام ( ص 77 ، 78 - طبعة المطبعة الكاثوليكية ) . وقوله : " الهذيل " : الهذيل من بني حرقة جيران مطر ، وهو الهذيل بن هبيرة التغلبي . وإراب : ماء لبني رياح . والأنفال : الغنائم ، الواحد نفل .
[2] الأعزل : الذي لا سلاح معه . والأكفال : جمع كفل ، وهو الذي لا يثبت على دابته ولا يحسن الركوب . والأراقم : جشم ومالك وعمرو وثعلبة ومعوية والحارث بنو بكر بن حبيب ، مر كاهن بأمهم وهم في قطيفة لها فقالت : انظر إلى ولدي هؤلاء ، فقال : والله لكأنما رموني بعيون الأراقم .
[3] سام فلانا الخسف ، وسامه خسفا : أولاه ذلا ، وتربد وجهه : تلون من الغضب وتغير .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست