responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 370


وهذا يدل على صحة ما قلنا من أمر أحبار يهود بني إسرائيل غيرهم باتباع محمد ( ص ) ، وأنهم كانوا يقولون هو مبعوث إلى غيرنا كما ذكرنا قبل . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) * قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : واستعينوا بالصبر : استعينوا على الوفاء بعهدي الذي عاهدتموني في كتابكم من طاعتي واتباع أمري ، وترك ما تهوونه من الرياسة وحب الدنيا إلى ما تكرهونه من التسليم لأمري ، واتباع رسولي محمد ( ص ) بالصبر عليه والصلاة .
وقد قيل : إن معنى الصبر في هذا الموضع : الصوم ، والصوم بعض معاني الصبر عندنا . بل تأويل ذلك عندنا : أن الله تعالى ذكره أمرهم بالصبر على ما كرهته نفوسهم من طاعة الله ، وترك معاصيه . وأصل الصبر : منع النفس محابها وكفها عن هواها ولذلك قيل للصابر على المصيبة : صابر ، لكفه نفسه عن الجزع وقيل لشهر رمضان : شهر الصبر ، لصبر صائمه عن المطاعم والمشارب نهارا ، وصبره إياهم عن ذلك : حبسه لهم ، وكفه إياهم عنه ، كما يصبر الرجل المسئ للقتل فيحبسه عليه حتى يقتله . ولذلك قيل : قتل فلان فلانا صبرا ، يعني به حبسه عليه حتى قتله ، فالمقتول مصبور ، والقاتل صابر . وأما الصلاة فقد ذكرنا معناها فيما مضى .
فإن قال لنا قائل : قد علمنا معنى الامر بالاستعانة بالصبر على الوفاء بالعهد والمحافظة على الطاعة ، فما معنى الامر بالاستعانة بالصلاة على طاعة الله ، وترك معاصيه ، والتعري عن الرياسة ، وترك الدنيا ؟ قيل : إن الصلاة فيها تلاوة كتاب الله ، الداعية آياته إلى رفض الدنيا وهجر نعيمها ، المسلية النفوس عن زينتها وغرورها ، المذكرة الآخرة وما أعد الله فيها لأهلها . ففي الاعتبار بها المعونة لأهل طاعة الله على الجد فيها ، كما روي عن نبينا ( ص ) أنه كان إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست