أو تنافقوا في أمره ، وقد علمتم أنه مبعوث إلى جميعكم ، وجميع الأمم غيركم ، فتخلطوا بذلك الصدق بالكذب ، وتكتموا به ما تجدونه في كتابكم من نعته وصفته ، وأنه رسولي إلى الناس كافة ، وأنتم تعلمون أنه رسولي ، وأن ما جاء به إليكم فمن عندي ، وتعرفون أن من عهدي الذي أخذت عليكم في كتابكم الايمان به وبما جاء به والتصديق به . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) * قال أبو جعفر : ذكر أن أحبار اليهود والمنافقين كانوا يأمرون الناس بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولا يفعلونه فأمرهم الله بإقام الصلاة مع المسلمين المصدقين بمحمد وبما جاء به ، وإيتاء زكاة أموالهم معهم وأن يخضعوا لله ولرسوله كما خضعوا كما :
حدثت عن عمار بن الحسن ، قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن قتادة في قوله : وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة قال : فريضتان واجبتان ، فأدوهما إلى الله . وقد بينا معنى إقامة الصلاة فيما مضى من كتابنا هذا فكرهنا إعادته .
أما إيتاء الزكاة : فهو أداء الصدقة المفروضة وأصل الزكاة : نماء المال وتثميره وزيادته . ومن ذلك قيل : زكا الزرع : إذا كثر ما أخرج الله منه وزكت النفقة : إذا كثرت .
وقيل : زكا الفرد ، إذا صار زوجا بزيادة الزائد عليه حتى صار به شفعا ، كما قال الشاعر :
كانوا خسا أو زكا من دون أربعة * لم يخلقوا وجدود الناس تعتلج وقال آخر :
فلا خسا عديده ولا زكا * كما شرار البقل أطراف السفا قال أبو جعفر : السفا : شوك البهمي ، والبهمي : الذي يكون مدورا في السلاء .