يقول : هل أدلك على شجرة إن . كلت منها كانت ملكا مثل الله عز وجل ، أو تكونا من الخالدين فلا تموتان أبدا . وحلف لهما بالله إني لكما لمن الناصحين . وإنما أراد بذلك ليبدي لهما ما توارى عنهما من سوآتهما بهتك لباسهما . وكان قد علم أن لهما سوأة لما كان يقرأ من كتب الملائكة ، ولم يكن آدم يعلم ذلك ، وكان لباسهما الظفر . فأبى آدم أن يأكل منها ، فتقدمت حواء فأكلت ، ثم قالت : يا آدم كل ! فإني قد أكلت فلم يضرني . فلما أكل آدم ( بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) .
621 - وحدثت عن عمار بن الحسن ، قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، قال : حدثني محدث أن الشيطان دخل الجنة في صورة دابة ذات قوائم ، فكان يرى أنه البعير . قال : فلعن فسقطت قوائمه ، فصار حية .
622 - وحدثت بعن عمار ، قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، بعن الربيع ، قال :
وحدثني أبو العالية أن من الإبل ما كان أولها من الجن ، قال : فأبيحت له الجنة كلها إلا الشجرة ، وقيل لهما : ( لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) قال : فأتى الشيطان حواء فبدأ بها فقال : أنهيتما عن شئ ؟ قالت : نعم ، عن هذه الشجرة . فقال : ( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) [1] . قال فبدأت حواء فأكلت منها ، ثم أمرت آدم فأكل منها . قال 6 وكانت شجرة من أكل منها أحدث . قال : ولا ينبغي أن يكون في الجنة حدث . قال : ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ) قال : فأخرج آدم من الجنة .
623 - وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثنا ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم : أن آدم حين دخل الجنة ورأى ما فيها من الكرامة وما أعطاه الله منها ، قال : لو أن خلدا كان ! فاغتنمها منه الشيطان لما سمعها منه ، فأتاه من قبل الخلد .
624 - وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثت أن أول ما ابتدأهما به من كيده إياهما أنه ناح عليهما نياحة أحزنتهما حين سمعاها ، فقالا له : ما يبكيك ؟ قال : أبكي عليكما تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والكرامة . فوقع ذلك في أنفسهما . ثم أتاهما فوسوس إليهما ، فقال : ( يا آدم أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) [2] وقال : ( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من