responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 307


تعلمون ) أي فيكم ومنكم ولم يبدها لهم من المعصية والفساد وسفك الدماء .
وقال آخرون : معنى ذلك أني أعلم ما لا تعلمون من أنه يكون من ذلك الخليفة أهل الطاعة والولاية لله . ذكر من قال ذلك :
533 - حدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : قال : ( إني أعلم ما لا تعلمون ) فكان في علم الله أنه سيكون من ذلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة .
وهذا الخبر من الله جل ثناؤه ، ينبئ عن أن الملائكة التي قالت : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) استفظعت أن يكون لله خلق يعصيه ، وعجبت منه إذ أخبرت أن ذلك كائن ، فلذلك قال لهم ربهم : ( إني أعلم ما لا تعلمون ) يعني بذلك والله أعلم : إنكم لتعجبون من أمر الله وتستفظعونه وأنا أعلم أنه في بعضكم ، وتصفون أنفسكم بصفة أعلم خلافها من بعضكم وتعرضون بأمر قد جعلته لغيركم . وذلك أن الملائكة لما أخبرها ربها بما هو كائن من ذرية خليفته من الفساد وسفك الدماء قالت لربها : يا رب أجاعل أنت في الأرض خليفة من غيرنا يكون من ذريته من يعصيك أم منا ؟ فإنا نعظمك ونصلي لك ونطيعك ولا نعصيك ! ولم يكن عندها علم بما قد انطوى عليه كشحا إبليس من استكباره على ربه . فقال لهم ربهم : إني أعلم غير الذي تقولون من بعضكم . وذلك هو ما كان مستورد عنهم من أمر إبليس وانطوائه على ما قد كان انطوى عليه من الكبر . وعلى قيلهم ذلك ووصفهم أنفسهم بالعموم من الوصف عوتبوا . القول في تأويل قوله تعالى :
( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ( 31 ) ) قال أبو جعفر :
534 - حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : بعث رب العزة ملك الموت ، فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها ، فخلق منه آدم . ومن ثم سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض .
535 - وحدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست