responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 300


قال : إنما تكلموا بما أعلمهم أنه كائن من خلق آدم ، فقالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .
وقال بعضهم : إنما قالت الملائكة ما قالت : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لان الله أذن لها في السؤال عن ذلك بعد ما أخبرها أن ذلك كائن من بني آدم ، فسألته الملائكة فقالت على التعجب منها : وكيف يعصونك يا رب وأنت خالقهم فأجابهم ربهم : إني أعلم ما لا تعلمون يعني أن ذلك كائن منهم وإن لم تعلموه أنتم ، ومن بعض من ترونه لي طائعا . يعرفهم بذلك قصور علمهم عن علمه .
وقال بعض أهل العربية : قول الملائكة : أتجعل فيها من يفسد فيها على غير وجه الانكار منهم على ربهم ، وإنما سألوه ليعلموا ، وأخبروا عن أنفسهم أنهم يسبحون . وقال :
قالوا ذلك لأنهم كرهوا أن يعصى الله ، لان الجن قد كانت أمرت قبل ذلك فعصت .
وقال بعضهم : ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك ، فكأنهم قالوا : يا رب خبرنا مسألة استخبار منهم لله لا على وجه مسألة التوبيخ .
قال أبو جعفر : وأولى هذه التأويلات بقول الله جل ثناؤه مخبرا عن ملائكته قيلها له :
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك تأويل من قال : إن ذلك منها استخبار لربها بمعنى : أعلمنا يا ربنا ، أجاعل أنت في الأرض من هذه صفته وتارك أن تجعل خلفاءك منا ، ونحن نسبح بحمدك ، ونقدس لك ؟ لا إنكار منها لما أعلمها ربها أنه فاعل ، وإن كانت قد استعظمت لما أخبرت بذلك أن يكون لله خلق يعصيه . وأما دعوى من زعم أن الله جل ثناؤه كان أذن لها بالسؤال عن ذلك فسألته على وجه التعجب ، فدعوى لا دلالة عليها في ظاهر التنزيل ولا خبر بها من الحجة يقطع العذر ، وغير جائز أن يقال في تأويل كتاب الله بما لا دلالة عليه من بعض الوجوه التي تقوم بها الحجة .
وأما وصف الملائكة من وصفت في استخبارها ربها عنه بالفساد في الأرض وسفك الدماء ، فغير مستحيل فيه ما روي عن ابن عباس وابن مسعود من القول الذي رواه السدي ووافقهما عليه قتادة من التأويل . وهو أن الله جل ثناؤه أخبرهم أنه جاعل في الأرض خليفة

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست