responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 223


ويتكلمون به ، فهم من قولهم به على استقامة ، فإذا ارتكسوا [1] منه إلى الكفر قاموا متحيرين . والاخر ما :
379 - حدثني بن موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي بفي خبر ذكره عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ) إلى : ( إن الله على كل شئ قدير ) : أما الصيب والمطر [2] . كان رجلان من المنافقين من أهل المدينة هريا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين ، فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله فيه رعد شديد وصواعق وبرق ، فجعلا كلما أضاء لهما الصواعق جعلا أصابعهما في آذانهما من الفرق أن تدخل الصواعق في مسامعهما فتقتلهما ، وإذ لمع البرق مشيا في ضوئه ، وإذا لم يلمح لم يبصرا وقاما مكانهما لا يمشيان ، فجعلا يقولان : ليتنا قد أصبحنا فنأتي محمدا فنضع أيدينا في يده ! فأصبحا فأتياه فأسلما ووضعا أيديهما في يده وحسن إسلامهما . فضرب الله شأن هذين المنافقين الخارجين مثلا للمنافقين الذين بالمدينة . وكان المنافقون إذا حضروا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، جعلوا أصابعهم في آذانهم فرقا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل فيهم شئ أو يذكروا بشئ فيقتلوا ، كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابعهما في آذانهما وإذ ا أضاء لهم مشوا فيه . فإذا كثرت أموالهم وولد لهم الغلمان وأصابوا غنيمة أو فتحا مشوا فيه ، وقالوا ، : إن دين محمد صلى الله عليه وسلم دين صدق ، فاستقاموا عليه ، كما كان ذانك المنافقان يمشيان إذا أضاء لهم البر مشوا فيه ، وإذا أظلم عليهم قاموا .
فكانوا إذا هلكت أموالهم ، وولد لهم الجواري ، وأصابهم البلاء قالوا : هذا من أجل دين محمد ، فارتدوا كفارا كما قام ذانك المنافقان حين أظلم البرق عليهما . والثالث ما :
380 - حدثني به محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس : ( أو كصيب من السماء ) كمطر ( فيه ظلمات ورعد وبرق ) إلى آخر الآية ، هو مثل المنافق في ضوء ما تكلم بما معه من كتاب الله وعمل ، مراءاة للناس ، فإذا خلا وحده عمل بغيره . فهو في ظلمة ما أقام على ذلك . وأما الظلمات فالضلالة ، وأما البرق فالايمان ، وهم أهل الكتاب . وإذا أظلم عليهم ، فهو رجل يأخذ بطرف الحق لا يستطيع أن يجاوزه . والرابع ما :



[1] ارتكسوا : انتكسوا .
[2] كذا في الأصل ، ولعله : " أما الصيب فالمطر " .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست