responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 199


قال أبو جعفر : فكأن الذين قالوا في تأويل ذلك : أخذوا الضلالة وتركوا الهدى ، وجهوا معنى الشراء إلى أنه أخذ المشتري مكان الثمن المشترى به ، فقالوا : كذلك المنافق والكافر قد أخذا مكان الايمان الكفر ، فكان ذلك منهما شراء للكفر والضلالة اللذين آخذاهما بتركهما ما تركا من الهدى ، وكان الهدى الذي تركاه هو الثمن الذي جعلاه عوضا من الضلالة التي أخذاها .
وأما الذين تأولوا أن معنى قوله : اشتروا : استحبوا ، فإنهم لما وجدوا الله جل ثناؤه قد وصف الكفار في موضع آخر فنسبهم إلى استحبابهم الكفر على الهدى ، فقال :
وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى صرفوا قوله : اشتروا الضلالة بالهدى إلى ذلك وقالوا : قد تدخل الباء مكان على ، وعلى مكان الباء ، كما يقال :
مررت بفلان ومررت على فلان بمعنى واحد ، وكقول الله جل ثناؤه : ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك أي : على قنطار . فكان تأويل الآية على معنى هؤلاء : أولئك الذين اختاروا الضلالة على الهدى . وأراهم وجهوا معنى قول الله جل ثناؤه : اشتروا إلى معنى اختاروا ، لان العرب تقول : اشتريت كذا على كذا ، واشتريته يعنون اخترته عليه .
ومن الاشتراء قول أعشى بني ثعلبة :
فقد أخرج الكاعب المشتراة * من خدرها وأشيع القمارا يعني بالمشتراة : المختارة . وقال ذو الرمة في الاشتراء بمعنى الاختيار :
يذب القصايا عن شراة كأنها * جماهير تحت المدجنات الهواضب

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست