responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 157


وقال بعضهم : بل عنى بذلك المتقين الذين يؤمنون بالغيب وهم الذين يؤمنون بما أنزل إلى محمد ، وبما أنزل إلى من قبله من الرسل .
وقال آخرون : بل عنى بذلك الذي يؤمنون بما أنزل إلى محمد ( ص ) ، ) ، وبما أنزل إلى من قبله ، وهم مؤمنوا أهل الكتاب الذين صدقوا بمحمد ( ص ) وبما جاء به ، وكانوا مؤمنين من قبل بسائر الأنبياء والكتب .
وعلى هذا التأويل الآخر ، يحتمل أن يكون : الذين يؤمنون بما أنزل إليك في محل خفض ، ومحل رفع فأما الرفع فيه فإنه يأتيها من وجهين : أحدهما من قبل العطف على ما في يؤمنون بالغيب من ذكر الذين . والثاني : أن يكون خبر مبتدأ ، ويكون :
أولئك على هدى من ربهم مرافعها . وأما الخفض فعلى العطف على المتقين . وإذا كانت معطوفة على الذين اتجه لها وجهان من المعنى ، أحدهما : أن تكون هي والذين الأولى من صفة المتقين ، وذلك على تأويل من رأى أن الآيات الأربع بعد ألم نزلت في صنف واحد من أصناف المؤمنين . والوجه الثاني : أن تكون الذين الثانية معطوفة في الاعراب على المتقين بمعنى الخفض ، وهم في المعنى صنف غير الصنف الأول . وذلك على مذهب من رأى أن الذين نزلت فيهم الآيتان الأولتان من المؤمنين بعد قوله ألم غير الذين نزلت فيهم الآيتان الآخرتان اللتان تليان الأولتين . وقد يحتمل أن تكون الذين الثانية مرفوعة في هذا الوجه بمعنى الاستئناف ، إذ كانت مبتدأ بها بعد تمام آية وانقضاء قصة . وقد يجوز الرفع فيها أيضا بنية الاستئناف إذ كانت في مبتدأ آية وإن كانت من صفة المتقين . فالرفع إذا يصح فيها من أربعة أوجه ، والخفض من وجهين .
وأولى التأويلات عندي بقوله : أولئك على هدى من ربهم ما ذكرت من قول ابن مسعود وابن عباس ، وأن تكون أولئك إشارة إلى الفريقين ، أعني المتقين والذين يؤمنون بما أنزل إليك ، وتكون أولئك مرفوعة بالعائد من ذكرهم في قوله : على هدى من ربهم وأن تكون الذين الثانية معطوفة على ما قبل من الكلام على ما قد بيناه .
وإنما رأينا أن ذلك أولى التأويلات بالآية ، لان الله جل ثناؤه نعت الفريقين بنعتهم المحمود ثم أثنى عليهم فلم يكن عز وجل ليخص أحد الفريقين بالثناء مع تساويهما فيما استحقا به الثناء من الصفات ، كما غير جائز في عدله أن يتساويا فيما يستحقان به الجزاء من

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست