responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 116


اجتماع الرضا من الله جل ثناؤه عن شخص والغضب عليه في حال واحدة واجتماع الهدى والضلال له في وقت واحد - أوصف [1] القوم مع وصف الله إياهم بما وصفهم به من توفيقه إياهم وهدايته لهم وإنعامه عليهم بما أنعم الله به عليهم في دينهم بأنهم غير مغضوب عليهم ولا هم ضالون ، أم لم يوصفوا بذلك ، لان الصفة الظاهرة التي وصفوا بها قد أنبأت عنهم أنهم كذلك وإن لم يصرح وصفهم به . هذا إذا وجهنا " غير " إلى أنها مخفوضة على نية تكرير الصراط الخافض الذين ، ولم نجعل ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) من صفة ( الذين أنعمت عليهم ) بل إذا جعلناهم غيرهم ، وإن كان الفريقان لا شك منعما عليهما في أديانهم . فأما إذا وجهنا : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) إلى أنها من نعت ( الذين أنعمت عليهم ) فلا حاجة بسامعه إلا الاستدلال ، إذ كان الصريح من معناه قد أغنى عن الدليل ، وقد يجوز نصب " غير " في ( غير المغضوب عليهم ) وإن كنت للقراءة بها كارها لشذوذها عن قراءة القراء . وإن ما شذ من القراءات عما جاءت به الأمة نقلا ظاهرا مستفيضا ، فرأي للحق مخالف وعن سبيل الله وسبيل رسوله صلى الله عليه وسلم وسبيل المسلمين متجانف [2] ، وإن كان له - لو كانت القراءة جائزة به - في الصواب مخرج .
وتأويل وجه صوابه إذا نصبت : أن يوجه إلى أن يكون صفة للهاء والميم اللتين في " عليهم " العائدة على " الذين " ، لأنها وإن كانت مخفوظة ب‌ " على " ، فهي في محل نصب بقوله : " أنعمت " . فكأن تأويل الكلام إذا نصبت " غير " التي مع " المغضوب عليهم " : صراط الذين هديتهم إنعاما منك عليهم غير مغضوب عليهم ، أي لا مغضوبا عليهم ولا ضالين .
فيكون النصب في ذلك حينئذ كالنصب في " غير " في قولك : مررت بعبد الله غير الكريم ولا الرشيد ، فتقطع غير الكريم من عبد الله ، إذ كان عبد الله معرفة مؤقتة وغير الكريم نكرة مجهولة .
وقد كان بعض نحويي البصريين يزعم أن قراءة من نصب " ! غير " في ( غير المغصوب عليهم ) على وجه استثناء ( غير المغضوب عليهم ) من معاني صفة ( الذين أنعمت عليهم ) ، كأنه كان يرى أن معنى الذين قرأوا ذلك نصبا : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم إلا المغضوب عليهم الذين لم تنعم عليهم في أديانهم ولم تهدهم للحق ، فلا تجعلنا منهم ، كما قال نابغة بني ذبيان :



[1] قوله " أوصف " مرتبط بقوله قبل عدة أسطر : " فسواء " .
[2] متجانف : مائل .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست