responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 114


161 - وحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : قال وكيع ( أنعمت عليهم ) :
المسلمين .
162 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال عبد الرحمن بن زيد في قول الله : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) قال : النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه .
قال أبو جعفر : وفي هذه الآية دليل واضح على أن طاعة الله جل ثناؤه لا ينالها المطيعون إلا بإنعام الله بها عليهم وتوفيقه إياهم لها . أولا يسمعونه يقول : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) فأضاف كل ما كان منهم من اهتداء وطاعة وعبادة إلى أنه إنعام منه عليهم ؟
فإن قال قائل : وأين تمام هذا الخبر ، وقد علمت أن قول القائل لاخر : أنعمت عليك ، مقتضى الخبر عما أنعم به عليه ، فأين ذلك الخبر في قوله : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) وما تلك النعمة التي أنعمها عليهم ؟ قيل له : قد قدمنا البيان فيما مضى من كتابنا هذا عن اجتزاء العرب في منطقها ببعض من بعض إذا كان البعض الظاهر دالا على البعض الباطن وكافيا منه ، فقوله : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) من ذلك ، لان أمر الله جل ثناؤه عباده بمسألته المعونة وطلبهم منه الهداية للصراط المستقيم لما كان متقدما قوله : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) الذي هو إبانة عن الصراط المستقيم ، وإبدال منه ، كان معلوما أن النعمة التي أنعم الله بها على من أمرنا بمسألته الهداية لطريقهم هو المنهاج القويم والصراط المستقيم الذي قد قدمنا البيان عن تأويله آنفا ، فكان ظاهر ما ظهر من ذلك مع قرب تجاور الكلمتين مغنيا عن تكراره كما قال نابغة بني ذبيان :
كأنك من جمال بني أقيش * يقعقع خلف رجليه بشن [1] يريد كأنك من جمال بني أقيس جمل يقعقع خلف رجليه بشن ، فاكتفى بما ظهر من ذكر الجمال الدال على المحذوف من إظهار ما حذف . وكما قال الفرزدق بن غالب :
ترى أرباقهم متقلديها * إذا صدئ الحديد على الكماة [2] يريد : متقلديها هم ، فحذف " هم " إذ كان الظاهر من قوله : " أرباقهم " دالا عليها .



[1] أقيش : حي من اليمن في إبلهم نفار ، ويقال هم حي من الجن . والقعقعة : أن يحرك الشئ فيتقعقع فيسمع له صوت . والشن : الجلد اليابس .
[2] سيأتي في تفسير الآية 4 من سورة الشعراء . الأرباق : جمع ربق ، والربق جمع ربقة : وهو الحبل تشد به الغنم الصغار لئلا ترضع . الكماة : جمع كمي ، وهو البطل الشديد البأس .

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست