responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 101


يا محمد : الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وقل أيضا يا محمد :
إياك نعبد وإياك نستعين وكان عقل عن العرب أن من شأنها إذا حكت أو أمرت بحكاية خبر يتلو القول ، أن تخاطب ثم تخبر عن غائب ، وتخبر عن الغائب ثم تعود إلى الخطاب لما في الحكاية بالقول من معنى الغائب والمخاطب ، كقولهم للرجل : قد قلت لأخيك : لو قمت لقمت ، وقد قلت لأخيك : لو قام لقمت لسهل عليه مخرج ما استصعب عليه وجهته من جر : مالك يوم الدين ومن نظير مالك يوم الدين مجرورا ، ثم عوده إلى الخطاب ب‌ ( إياك نعبد ) لما ذكرنا قبل ، البيت السائر من شعر أبي كبير الهذلي :
يا لهف نفسي كان جلدة خالد * وبياض وجهك للتراب الأعفر فرجع إلى الخطاب بقوله : وبياض وجهك ، بعد ما قد قضى الخبر عن خالد على معنى الخبر عن الغائب . ومنه قول لبيد بن ربيعة :
باتت تشكي إلي النفس مجهشة * وقد حملتك سبعا بعد سبعينا فرجع إلى مخاطبة نفسه ، وقد تقدم الخبر عنها على وجه الخبر عن الغائب . ومنه قول الله وهو أصدق قيل وأثبت حجة : * ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة ) * فخاطب ثم رجع إلى الخبر عن الغائب ، ولم يقل : وجرين بكم . والشواهد من الشعر وكلام العرب في ذلك أكثر من أن تحصى ، وفيما ذكرنا كفاية لمن وفق لفهمه .
فقراءة : مالك يوم الدين محظورة غير جائزة ، لاجماع جميع الحجة من القراء وعلماء الأمة على رفض القراءة بها .
القول في تأويل قوله تعالى : * ( يوم الدين ) * .
قال أبو جعفر : والدين في هذا الموضع بتأويل الحساب والمجازاة بالاعمال ، كما قال كعب بن جعيل :
إذا ما رمونا رميناهم * ودناهم مثل ما يقرضونا

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست