responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 931


عنه . وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل ، حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة ، وعذبه وآذاه . تم تفسير سورة العلق والحمد لله رب العالمين . سورة القدر * ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ) * يقول تعالى مبينا لفضل القرآن وعلو قدره : * ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) * وذلك أن الله تعالى ، ابتدأ بإنزال القرآن في رمضان في ليلة القدر ، ورحم الله بها العباد رحمة عامة ، لا يقدر العباد لها شكرا . وسميت ليلة القدر ، لعظم قدرها ، وفضلها عند الله ، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق ، والمقادير القدرية . ثم فخم شأنها ، وعظم مقدارها ، فقال : * ( وما أدراك ما ليلة القدر ) * ، أي : فإن شأنها جليل ، وخطرها عظيم . * ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) * ، أي : تعادل في فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل في ألف شهر ، خالية منها . وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول ، حيث من تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى ، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر ، عمر رجل معمر عمرا طويلا ، نيفا وثمانين سنة . * ( تنزل الملائكة والروح فيها ) * ، أي : يكثر نزولهم فيها * ( من كل أمر سلام هي ) * ، أي : سالمة من كل آفة وشر ، وذلك لكثرة خيرها . * ( حتى مطلع الفجر ) * ، أي : مبتداها من غروب الشمس ، ومنتهاها طلوع الفجر . وقد تواترت الأحاديث في فضلها ، وأنها في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه ، خصوصا في أوتاره ، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف ، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان ، رجاء ليلة القدر ، والله أعلم . تم تفسير سورة القدر بعون لله . سورة البينة * ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة * رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة * وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جآءتهم البينة * ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة * إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيهآ أول ئك هم شر البرية * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أول ئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيهآ أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) * يقول تعالى : * ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) * ، أي : من اليهود والنصارى * ( والمشركين ) * من سائر أصناف الأمم . * ( منفكين ) * عن كفرهم وضلالهم ، الذي هم عليه ، أي : لا يزالون في غيهم وضلالهم ، لا يزيدهم مرور الأوقات إلا كفرا . * ( حتى تأتيهم البينة ) * الواضحة ، والبرهان الساطع ، ثم فسر تلك البينة فقال : * ( رسول من الله ) * ، أي : أرسله الله ، يدعو الناس إلى الحق ، وأنزل عليه كتابا يتلوه ، ليعلم الناس الحكمة ، ويزكيهم ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، ولهذا قال : * ( يتلو صحفا مطهرة ) * ، أي : محفوظة من قربان الشياطين ، لا يمسها إلا المطهرون ، لأنها أعلى ما يكون من الكلام . ولهذا قال عنها : * ( فيها ) * ، أي : في تلك الصحف * ( كتب قيمة ) * ، أي : أخبار صادقة ، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق ، وإلى صراط مستقيم . فإذا جاءتهم هذه البينة ، فحينئذ يتبين طالب الحق ، ممن ليس له مقصد في طلبه ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة . وإذا لم يؤمن أهل الكتاب بهذا الرسول ، وينقادوا له ، فليس ذلك ببدع من ضلالهم وعنادهم ، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا ، وصاروا أحزابا * ( إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) * ، التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق . ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم ، لم يزدهم الهدى إلا ضلالا ، ولا البصيرة إلا عمى ، مع أن الكتب كلها ، جاءت بأصل واحد ، ودين واحد . * ( وما أمروا ) * في سائر الشرائع * ( إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) * ، أي :

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 931
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست