responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 929


* ( وأما بنعمة ربك فحدث ) * وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية ، أي : أثن على الله بها ، وخصها بالذكر ، إن كان هناك مصلحة . وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق ، فإن التحدث بنعمة الله ، داع لشكرها ، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها ، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن . تم تفسير سورة الضحى بحمد الله وعونه . سورة الشرح ( الانشراح ) * ( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) * يقول تعالى ممتنا على رسوله : * ( ألم نشرح لك صدرك ) * ، أي : نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله ، والاتصاف بمكارم الأخلاق ، والإقبال على الآخرة ، وتسهيل الخيرات . فلم يكن ضيقا حرجا ، حتى لا يكاد ينقاد لخير ، ولا تكاد تجده منبسطا . * ( ووضعنا عنك وزرك ) * ، أي : ذنبك * ( الذي أنقض ) * ، أي : أثقل * ( ظهرك ) * كما قال تعالى : * ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) * . * ( ورفعنا لك ذكرك ) * ، أي : أعلينا قدرك ، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي ، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق . فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في الدخول في الإسلام ، وفي الأذان ، والإقامة ، والخطب ، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ، ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . وله في قلوب أمته ، من المحبة ، والإجلال ، والتعظيم ، ما ليس لأحد غيره ، بعد الله تعالى . فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيا عن أمته . وقوله : * ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) * بشارة عظيمة ، أنه كلما وجد عسر وصعوبة ، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه ، حتى لو دخل العسر جحر ضب ، لدخل عليه اليسر ، فأخرجه كما قال تعالى : * ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) * . وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا ) . وتعريف ( العسر ) في الآيتين ، يدل على أنه واحد ، وتنكير ( اليسر ) يدل على تكراره ، فلن يغلب عسر يسرين . وفي تعريفه بالألف واللام ، الدال على الاستغراق والعموم دلالة على أن كل عسر ، وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ ، فإنه في آخره التيسير ، ملازم له . ثم أمر رسوله أصلا ، والمؤمنين تبعا ، بشكره والقيام بواجب نعمه ، فقال : * ( فإذا فرغت فانصب ) * ، أي : إذا تفرغت من أشغالك ، ولم يبق في قلبك ما يعوقه ، فاجتهد في العبادة والدعاء . * ( وإلى ربك ) * وحده * ( فارغب ) * ، أي : أعظم الرغبة في إجابة دعائك ، وقبول دعواتك . ولا تكن ممن إذا فرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم ، وعن ذكره ، فتكون من الخاسرين . وقد قيل : إن معنى هذا : فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها ، فانصب في الدعاء . وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك . واستدل من قال هذا القول ، على مشروعية الدعاء والذكر ، عقب الصلوات المكتوبات ، والله أعلم . تم تفسير سورة الشرح و ( الإنشراح ) . سورة التين * ( والتين والزيتون * وطور سينين * وه ذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين ) * * ( التين ) * هو التين المعروف ، وكذلك * ( الزيتون ) * أقسم بهاتين الشجرتين ، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما ، ولأن سلطانهما في أرض الشام ، محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام . * ( وطور سينين ) * ، أي : طور سيناء ، محل نبوة موسى عليه السلام . * ( وهذا البلد الأمين ) * وهو مكة المكرمة ، محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . فأقسم تعالى بهذه المواضع المقدسة ، التي اختارها وابتعث منها أفضل الأنبياء وأشرفهم . والمقسم عليه قوله : * ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) * ، أي : تام الخلق ، متناسب الأعضاء ، منتصب القامة ، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرا وباطنا شيئا . ومع هذه النعم العظيمة ، التي ينبغي له القيام بشكرها ، فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم ، مشتغلون باللهو واللعب ، قد رضوا لأنفسهم ، بأسافل الأمر ، وسفساف الأخلاق . فردهم الله في أسفل سافلين ، أي : أسفل النار ، موضع العصاة المتمردين على ربهم ، إلا من من الله عليه بالإيمان ، والعمل الصالح ، والأخلاق الفاضلة العالية . * ( فلهم ) *

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 929
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست